انطلاق الدورة 27.. مهرجان الدار البيضاء لفن الفيديو، عرس احتفائي بالإبداع الفني الرقمي

انطلاق الدورة 27.. مهرجان الدار البيضاء لفن الفيديو، عرس احتفائي بالإبداع الفني الرقمي صورة من الأعمال الفنية الرقمية المقدمة بالمهرجان

تنطلق اليوم الثلاثاء 23 نونبر 2021، أشغال الدورة السابعة والعشرون لمهرجان الدار البيضاء الدولي لفن الفيديو، وذلك إلى غاية 27 نونبر الجاري، وهو حدث ثقافي وفني الذي يعنى بالإبداع الفني الرقمي. وستكون الكيبيك ضيف شرف هذه التظاهرة الفنية، التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.

 

وستشارك في هذه الدورة، التي تأتي في ظرف استثنائي بسبب جائحة كورونا، بعثة مكونة من حوالي 30 فنانة وفنانا، من مختلف البلدان (المغرب، فرنسا، الكيبيك، رومانيا...) يمثلون عشر مؤسسات ثقافية وفنية وجامعية متخصصة في الفنون الرقمية، لتقديم أعمالهم وتقاسم تجاربهم مع مشاركين من دول أخرى. غير أن ما يميز دورة هذه السنة، هو أن العروض الفنية والرقمية المقدمة لن تقتصر فقط على الدار البيضاء، إذ تم تقديمها في الرباط وفاس ومراكش وتطوان، على أن تقدم جلها، ابتداء من اليوم (الثلاثاء) في العاصمة الاقتصادية.

 

وفي ما يلي ندرج كلمتي رئيس المهرجان، عبد القادر كنكاي، عميد كلية الآداب بنمسيك، وعبد المجيد سداتي، المدير الفني للمهرجان:

 

 

عبد القادر كنكاي: احتفال جميل بالفن والحب

يصل المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء، الذي تنظمه كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء (المغرب)، إلى دورته السابعة والعشرين. إنه مشروع فني وثقافي واسع النطاق فضاء للقاء والتبادل والتكوين.

 

منذ بدايته سنة 1993، اتخذت هذه التظاهرة الفنية بعدا وطنيًا ودوليًا كبيرًين، وذلك بفضل سمعة المهرجان ومصداقيته الفنية المبتكرة، بالإضافة إلى رسالته البيداغوجية والعلمية والثقافية. مع مرور السنين، أصبح، فرصة للشباب والمهنيين من جميع أنحاء العالم للقاء ونشر قيم الانفتاح والتسامح والصداقة، بهدف التقريب بين الثقافات والشعوب من جميع أنحاء العالم.

 

عبر أهدافه وتوجهاته، يساهم المهرجان في التنشيط والترويج لفن الفيديو والتكنولوجيا الحديثة والعمل على تطويره في جميع أنحاء العالم، مما يساعد على ربط علاقات تعاون وتقارب بين العديد من الدول الصديقة. على مدار 26 عاما استقبل المهرجان فنانين، هواة ومحترفين، مشهورين عالميًا، بالإضافة إلى طلاب من مختلف الجامعات المغربية والأجنبية.

 

مثل الدورة 26، سنة 2020، سيتم برمجة هذه الدورة 2021 بطريقة هجينة، حضوريا وعن بعد، مع احترام تعليمات الوقاية من فيروس كورونا، هكذا يمكن الوصول بمحتوى المهرجان إلى العالم بأسره عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

 

تتشرف نسخة 2021 هذه بأن تكون الكيبيك-كندا ضيف شرف. إنها فرصة لإقامة علاقات تعاون وتفاعل بين الشباب والفنانين من كلا البلدين، مما سيوطد علاقات الصداقة والأخوة بين شعبي المغرب وكيبيك-كندا. برنامج ثري ومتنوع وآفاق ودية وواعدة للتعاون بين الطرفين.

 

النسخة السابعة والعشرون من المهرجان نسخة متميزة باستضافة الكيبيك والتبئير والتركيز عليها، وهي دورة ستشكل منعرجا جديدا في تاريخ هذا المهرجان، من خلال تنظيم لقاءات مهنية وفنية غير مسبوقة في الفنون الرقمية في إفريقيا.

 

بهذه المناسبة، نود أن نشكر جميع شركائنا الكيبيك والمغاربة على دعمهم وثقتهم، الأمر الذي ساعد على تهيئة الظروف الملائمة لعقد هذه النسخة وإنجاحها.

 

ستعيش مدينة الدار البيضاء والجمهور المغربي والأجنبي بلا شك لحظات لا تنسى في احتفال جميل بالفن والحب".

 

 

عبد المجيد سداتي: لماذا التركيز على كيبيك Le Focus Québec؟

قبل أن أبدأ هذه الكلمة، أود أن أحيي بحرارة يوسف الجاي، المدير السابق لمركز الفنانين في مونتريال والرئيس الحالي لقسم الفنون الإعلامية بالمجلس الكندي للفنون الذي زرع البذرة الأولى للتعاون التي نرى نتائجها اليوم بين كيبيك وكندا والمغرب في مجالات الفيديو وفنون الإعلام.

 

لقد كان ذلك منذ أكثر من ربع قرن، ومنذ ذلك الوقت ونحن نستضيف بانتظام فنانين من الكيبيك، حتى أن بعضهم أصبح وفيا لمهرجاننا، مثل جيمس بارتايك وريشار مارتل وإيف دويون.

 

إننا اليوم، مقتنعون أكثر من أي وقت مضى، بأن هذا التبئير Focus كيبيك سيكون فرصة لتوطيد العلاقات وإضفاء الطابع المؤسسي على هذا التعاون، الذي لا يمكن إلا أن يكون مثمرا لبلدينا. ومن أجل جعل هذا التعاون حقيقة واقعة، وتعزيز روابط التبادل الثقافي والفني، لاسيما في الفنون الرقمية، قمنا بدعوة وفد هام من الكيبيك، مكون من عشر مؤسسات ثقافية وفنية، ومن فنانين مستقلين وأساتذة جامعيين وطلاب، لحضور فعاليات هذه الدورة، من أجل تقديم إبداعاتهم، ومشاركة تجاربهم وخبراتهم مع نظرائهم المغاربة الذين يشتغلون في هذا المجال.

 

سوف يكون هذا التركيز على كيبيك أيضا مناسبة لتعريف الجمهور المغربي بالمشهد الرقمي الكيبيكي، وفرصة للقاء العديد من الفاعلين الثقافيين والفنيين في كيبيك (الشركات، والمبرمجين، ومديري المهرجانات، والوكلاء الفنيين والمهنيين...) مع نظرائهم المغاربة والأجانب، بمناسبة الملتقى المهني الأول للفنون الرقمية، من أجل خلق مشاريع فنية جديدة، وإنتاج أعمال مشتركة، وتنظيم إقامات فنية، والتعاون في مجال البحث العلمي.

 

وفي هذا الصدد، أود أن أشدد على أهمية الدعم الكامل الذي حظي به هذا المشروع الفني من قبل مجلس كيبيك للفنون والآداب، ووزارة الثقافة والاتصال في الكيبيك، ومكتب كيبيك في الرباط. وبالرغم من تأجيل المشروع في ثلاث مناسبات، بسبب القيود التي فرضها الوباء، إلا أن هذه المؤسسات ظلت وفية بالتزاماتها وتعهداتها. زد على ذلك أن هذه المؤسسات تتكفل بتنقلات الفنانين إلى الخارج، دون غيرها من المصاريف. إننا سعداء للغاية بهذا الاستثناء الذي يظهر بوضوح رغبة حكومة كيبيك في تعزيز العلاقات الثقافية والفنية مع المغرب.

 

أود أن أشكر مؤسسة ريزوم، وعلى الخصوص إيف دويون منسق هذا المشروع، الذي وجه لنا دعوة للحضور إلى الكيبيك، للقاء الفنانين والمؤسسات الفنية من أجل إعداد هذا البرنامج الجميل الذي سنقدمه للجمهور المغربي والأجنبي خلال المهرجان.

 

إضافة إلى الكيبيك، ستعرف هذه الدورة مشاركة العديد من الفنانين المغاربة والأجانب الذين سيقدمون عروضا قوية في مختلف التعبيرات ذات الصلة بالفنون الرقمية.

 

أغتنم هذه الفرصة لأشكر جميع الفنانين والمنظمات الثقافية والفنية الذين قبلوا دعوتنا وقطعوا آلاف الكيلومترات ليقدموا أعمالهم ويتقاسموا أحاسيسهم وتجاربهم مع الجمهور بسخاء.

 

أود أن أشكر شركاءنا المحليين المخلصين على دعمهم القيم للمهرجان، ماديا ولوجيستيا ومعنويا.

 

لا يمكن للفن والثقافة أن يزدهرا إلا بالمشاركة والتقاسم. فهلموا جميعا وشاركوننا هذه اللحظات من الفرح والإبداع، من أجل تبديد مخاوفنا وقلقنا التي سببها لنا هذا الوباء اللعين...