دعا المشاركون في الملتقى الروحي الدولي الأول لمولاي علي الشريف دفين مراكش، الذي اختتمت أشغاله، يوم الأحد 31 أكتوبر 2021، بمراكش، إلى إخضاع موضوع التصوف للدراسة العلمية الأكاديمية والمزاوجة بين البعد الروحي السلوكي والبعد المعرفي.
وأجمع مختلف المتدخلين، في وثيقة تحمل اسم "إعلان مراكش الروحي"، صدرت في ختام أشغال هذا الملتقى، الذي نظم على مدى يومين، على أهمية "إبراز دور التصوف والطرق الصوفية في مد جسور التواصل الحضاري وترسيخ أسس الأمن الروحي والمؤاخاة الدينية القائمة على المحبة والتعاون وعلى البر والتقوى وتوطيد هذه القيم في نفوس الناشئة".
كما دعا المشاركون في الملتقى، إلى توطيد العلاقات الدينية والثقافية بين المغرب وبلدان إفريقيا، بما فيه خدمة الشعوب، وإظهار أدوار الطرق الصوفية في بناء وصيانة هذه العلاقات.
وتوجه المشاركون، خلال اليوم الأخير من هذا اللقاء، والذين رافقهم، على الخصوص، والي جهة مراكش - آسفي، وعامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، وكذا شخصيات أخرى، إلى أضرحة سبعة رجال بمراكش (سيدي يوسف بن علي، والقاضي عياض، وسيدي أبي العباس، وسيدي ابن سليمان الجزولي، وسيدي عبد العزيز التباع، وسيدي عبد الله الغزواني، والإمام السهيلي)، حيث ترحموا على أرواح هؤلاء الأولياء، قبل أن يتوجهوا إلى ضريح مولاي علي الشريف المراكشي.
وتميزت الأمسية الختامية أيضا بتلاوة آيات بينات من الذكر الحيكم، وبإنشاد أمداح نبوية، احتفالا بذكرى عيد المولد النبوي الشريف، وكذا بقراءة قصائد شعرية تبرز أهمية هذه الذكرى عند المسلمين.
وعرف الملتقى الروحي الدولي الأول لمولاي علي الشريف دفين مراكش، الذي نظم بمبادرة من مؤسسة مولاي علي الشريف المراكشي - باب هيلانة، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة القاضي عياض، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش، والمديرية الجهوية للثقافة لمراكش – آسفي، وتناول موضوع "أصول المدد الروحي والامتداد الصوفي المغربي في العمق الإفريقي انطلاقا من بيت النبوة"، "رعاية الدولة العلوية الشريفة للزوايا والطرق الصوفية"، مشاركة ثلة من العلماء والشيوخ من إفريقيا والولايات المتحدة.
وهدف هذا الملتقى إلى ابراز الأدوار الريادية للمملكة المغربية الشريفة في العمق الإفريقي، الروحية والدينية والثقافية، إلى جانب الأدوار الاقتصادية والسياسية، وبيان قيمة ودور النسب الشريف والانتساب لبيت النبوة في ترسيخ المحبة والصلاح وضمان الأمن الروحي في بلاد إفريقيا، والتعرف على الجذور التاريخية لهذه الريادة المتميزة للمملكة المغربية، والكشف عن ظهائر التوقير السلطانية على الزوايا والطرق الصوفية في عهد الملوك العلويين.
كما سعى إلى إبراز دور الملوك العلويين في بناء وترميم أضرحة شيوخ الصلاح والعارفين، وإبراز دور صالحات مراكش في نشر العلم والصلاح، ودور التصوف في تهذيب السلوك وبناء الانسان ونماء العمران وتحقيق الأمن الروحي للأوطان، وتنمية وتعزيز العلاقات الدينية والثقافية بين المملكة المغربية الشريفة وبلدان إفريقيا بما فيه خدمة للشعوب، وإبراز قيمة ودور الإمامة العظمى في المملكة المغربية الشريفة في رعاية وتوطيد هذه العلاقات المغربية الإفريقية، وإظهار أدوار الطرق الصوفية في بناء وصيانة هذه العلاقات، وجرد مظاهر الاهتمام والرعاية للامتداد الديني وللطرق الصوفية من طرف المملكة.