ويتغنى الفنان حميد بوشناق، المعروف بأدائه للون الموسيقي المسمى "وورلد"، في أغنيته التي تمتد لـ3 دقائق و33 ثانية، وتم تسجيلها بين مراكش والصويرة ولبنان، بمحبوبته التي يخاطبها قائلا "واش نكون انا بلا بيك"، مع الاحتفاء بالطبيعة، التي يرى أنها استعادت سكينتها في سياق تفشي وباء كورونا.
وتولى تلحين الأغنية كل من حميد بوشناق وياسين بنعلي، وتم وضع كلماتها وتوزيعها من قبل هذا الوجه المعروف في الأغنية المغربية العصرية، والذي يؤكد مكانته المرموقة إلى جانب فنانين غزيري الإنتاج في الساحة الوطنية والعالمية، مع الحرص على الحفاظ على أسلوبه الموسيقي الخاص، ومزجه بعبقرية مع الإيقاعات العالمية.
ومن أجل إطلاق أغنيته "بلا بيك"، قرر هذا الفنان المنفتح دائما على موسيقى العالم، تصوير أغنيته على شكل فيديو كليب بالشاطئ الثاني للصويرة، المدينة الملهمة بامتياز.
وقال الفنان حميد بوشناق، بخصوص الفيديو كليب، الذي أخرجه محمد أقنيق، في هذه الفترة الاستثنائية المطبوعة بتفشي (كوفيد-19)، "كنت أبدو وحيدا في الحجر الصحي ، في انتظار هذه المحبوبة"، مضيفا أن الرسالة التي يحملها هذا العمل الموسيقي هي تكريم الطبيعة، مع التركيز على "السكينة" التي وجدتها مجددا في أوقات الجائحة.
وأوضح، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،أن الأمر يتعلق بـ"جانب إيجابي" للآثار الجانبية لتفشي الفيروس.
وأضاف أنه "بدون الطبيعة، لا يمكننا أن نعيش"، مبرزا أن صور الفيديو الكليب، التي يظهر فيها رفقة حصانه أمام البحر وعلى شاطئ نظيف، "تعكس الجانب الهادئ والعاطفي للأغنية، ولكن أيضا العلاقة بالغة الأهمية، التي يتعين تأملها، مع الطبيعة، في أفضل حالاتها، وفي سكينة تامة".
وفي بداية ظهور الجائحة، لاسيما خلال فترة الحجر الصحي، لوحظ "هذا التغيير الجذري الذي طال الطبيعة، إذ عديدة هي الفضاءات التي كانت متسخة وأضحت نقية بفضل الراحة التي استفادت منها الطبيعة، وكذا مع إقرار إجراءات وقائية للتصدي لتفشي الوباء".
وفي معرض حديثه عن اختيار مدينة الصويرة لتصوير أغنيته الجديدة، وهي الـ 18 في مسيرته الفنية الغنية والاستثنائية، أوضح حميد بوشناق أن الأمر مرده إلى أن أغنية (بلا بيك) هي من النوع الموسيقي "الأفرو-بوب-كناوي"، مشيرا إلى أن مدينة الرياح مشهورة عالميا بموسيقى كناوة، وب"معلميها".
من جهة أخرى، تحتفظ الأغنية بـ"مفاجأة" للجمهور العريض وللمتتبعين الشغوفين، الذين يعرفون البراعة الفنية والقدرات الكبيرة للفنان حميد بوشناق، الذي باح لنا بأنه "لم يسبق لهم أن رأوني في حالة من هذا القبيل".
وحول ما تمثله أغنية "بلا بيك" في مسيرته، التي تمتد على مدى أربعين سنة، أكد أنه، كما يدل على ذلك بوضوح عنوانها، "بدون موسيقى لا أستطيع العيش، وبدون موسيقى لا يوجد حميد".
وبشأن الأغنية التي طبعت مسيرته الفنية، كشف بوشناق، بنوع من الحنين إلى الماضي، أن "كولي علاش" تحتل مكانة خاصة لديه، إلى درجة أنه أعاد غناءها بتوصية من والده الراحل، بنيونس، الموسيقي المشهور في أوساط الموسيقى العربية - الأندلسية (الغرناطي)، وكذا أغنية "الموسم" التي لاقت نجاحا كبيرا، وصدى واسعا لدى الجمهور.
واستطرد قائلا "عندما ننصت لهذه الأغنية، فإن الأمر يتعلق بالهوية المغربية التي يتم التغني بها".
وأعرب حميد بوشناق عن اعتزازه الكبير بكونه فنانا من "شمال إفريقيا"، مؤكدا أن الألبوم الجديد الذي يتألف من عشر أغان، وهو الــ14 في مسيرته الغنية، سيكون، بذلك، ذي حلة تغلب عليها الألوان الإفريقية.
وكان الفنان حميد بوشناق، وهو من مواليد مدينة وجدة، والمنتمي لعائلة فنية، من الركائز الأساسية للمجموعة التي ضمت إخوانه عمر ورضا ومحمد، والتي كانت تلقب ب"فرسان الراي".
ومن المؤكد أن الفنان حميد بوشناق ما فتئ يثبت، على مر السنين، في إبداعاته القيمة، والتي يملك وحده أسرارها، وبفضل النجاحات التي راكمها من خلال ألبوماته الــ 13 السابقة، أنه بلغ مرحلة النضج الفني، ويكرس شهرته باعتباره أحد أبرز الوجوه الأكثر حضورا على مستوى الساحة الموسيقية المغربية.