من المنتظر أن تتضاعف وثيرة الحملات العدائية ضد المغرب، قصد الحد من تمدده الاقتصادي في إفريقيا خاصة، وقصد التشويش على طموحاته الاستراتيجية وتحالفاته الجديدة .
إن عددا من الدول من بينها فرنسا والمانيا و إسبانيا تسعى جاهدة للإضرار بمصالح المغرب، الاقتصادية والاستراتيجية في إفريقيا خاصة، و في العالم عامة . لقد فشلت جهات فرنسية في الزج بالمغرب في قضية "بيغاسوس"، وبعد ذلك جاء حادث مقتل السائقين المغربيين بمالي، وكذا قطع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب و الجزائر و إغلاق المجال الجوي الجزائري أمام الطيران المغربي، وكان آخرها حملة ضد مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، والتي استهدفت بالضبط الأسمدة المغربية، وقد شنتها جهات وقنوات فرنسية ومع الأسف بتعاون مع أحد "الصحفيين" المغاربة.
عندما نتناول قضايا البيئة و ظاهرة التلوث في عدد من المناطق التي تحتضن أنشطة اقتصادية للمكتب الشريف للفوسفاط ، بدءا من الاستخراج إلى تحويل الفوسفاط و كذا الصناعات المرتبطة به ، فإنه لا بد أن نستحضر و ننتبه إلى حساسية الموضوع ، و إلى ما يمكن أن يترتب عنه من استغلال و توظيف خبيث من طرف قوى و أطراف أجنبية، تسعى إلى شن حروب على الاقتصاد الوطني ، حيث تسعى في المرحلة الأولى إلى فرض المزيد من القيود على منتوجات المغرب و صادراته من الفوسفاط، تحت ذريعة المواصفات البيئية، والجودة ، وكذا تحت ذريعة آثار تلك الانشطة الاقتصادية على الساكنة و البيئة في محيط المناجم و الصناعات الكيماوية ، وفي المرحلة الثانية، تسعى عدد من الدول الغربية، التي مازالت تحكمها النزعة الاستعمارية ، وفي مقدمتها فرنسا، إلى الحد من تمدد المغرب الاقتصادي والاستثماري في القارة الإفريقية، الذي أصبح يؤرقها باستمرار.
إن قطاع الفوسفاط في المغرب يشكل قاطرة الاقتصاد المغربي، نحو الاستثمار في إفريقيا والعالم، وبالتالي فإن المغرب كقوة اقتصادية صاعدة، وحيث أن قطاع الأسمدة والأعلاف منحه الفرصة لكي يلج دائرة التحكم في مستقبل التغذية العالمي ، وبالتالي فإن عددا من القوى الاجنبية تحاول إضعاف مكانة المكتب الشريف للفوسفاط عالميا ، وممارسة جميع أنواع الابتزاز والضغط و المساومة عليه،حتى يتسنى لها الحصول على حصص في أفق خوصصة القطاع، أو للحصول على نصيب من الاستثمارات الاستراتيجية المغربية الكبرى، عبر منح فرص أكثر لشركاتها الكبرى .
لقد نجح المكتب الشريف للفوسفاط في الرفع من الإنتاج ومن الثمن معا، وحقق رقم مبيعات جد متقدم ،و تفوق في عقد شراكات استثمارية مع عدة دول ، وتمكن من التمدد في السوق الاوروبية ، منافسا الصادرات الروسية خاصة.
لقد استطاع السيد مصطفى التراب المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط ، أن يجعل من المجموعة أحد أهم وأقوى الأقطاب الاقتصادية في العالم ،و قد كان ذلك هو دافع الحملة الخبيثة التي تعرض لها السيد التراب عبر فبركة قضية " اليخت". لقد سبق لشركة أمريكية لإنتاج الفوسفاط "موزاييك"، أن تقدمت بشكاية إلى وزارة التجارة الأميركية، وتتهم فيها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط باستفادة صادراته نحو أمريكا من دعم من الحكومة المغربية، مما يمكن المجموعة من بيع إنتاجها بثمن مُنخفض،ومن المقرر أن تطبق رسوم تعويضية أولية بنسبة %23.46 على الصادرات المغربية من الأسمدةفي انتظار صدور قرار نهائي.
ولقد سبق من قبل أن أثارت شركات منافسة للمكتب الشريف للفوسفاط، وعبر توظيف بعض "حماة" البيئة، مسألة تلفيف المنتوجات الفوسفاطية المغربية وكذا جودتها وعلاقتها بالتلوث وخاصة في سوق الأسمدة والأعلاف.
إن هذه الجهات المعادية لمصالح المغرب، على أهبة الاستعداد لاقتناص أي فرصة مواتية تتعلق ب "الاضرار " البيئية المفترضة للصناعات الفوسفاطية .
لذلك فإن المكتب الشريف للفوسفاط مدعو للانفتاح على جمعيات المجتمع المدني، في إطار شراكة حقيقية، كما أن هذه الاخيرة مدعوة إلى نقاش، وفي إطار المسؤولية، وباستحضار الحس الوطني، ودراسة جميع البدائل الأيكولوجية، والتي لا يمكن إلا ان تساهم في ارتفاع وثيرة الاستثمارات وإنتاج الثروة وخلق فرص أكثر للشغل.