منذ بداية جائحة كورونا ووصولها إلى جميع دول العالم، الكل عانى ومازال يعاني نفسيا، ماديا، قلق، ترقب، انقطاع ارزاق، توقف قطاعات ... كلمات وعبارات وأحداث تعايش معها الجميع قسرا... (الله وحده يعلم ولا أحد سواه).
عند بداية تقييد حركة المواطنين و إقفال الحدود، و تخصيص تعويضات رمزية و إنشاء صندوق... معظمنا ساهم إما ماديا أو معنويا لان المصلحة العليا للمملكة هي الأهم ، الكل أشاد و قدر مجهود الوزارات (وزارة الداخلية و الصحة) على العمل الجبار و نساء و رجال الصفوف الامامية ، العمل كان نابع من روح وطنية صافية في محاربة الفيروس و محاولة تقليصه.
إلى هنا، وأنا استحضر هذا التسلسل يمكن القول إن ما سبق جد رائع ويرسخ قيم المواطنة وإعلاء المصلحة العامة. لتأتي بعدها الصفعات. لمن يتذكر، في السنة الفارطة سمح بعيد الأضحى، وكان قرار قاتل، بعدها مباشرة ارتفع عدد الإصابات و امتلأت المستشفيات العامة والخاصة، اتذكر صيف 2020 الكارثي، لا يمكن نكران هذا الأمر لأنها حقيقة وتاريخ محفوظ .
كنت قد دونت مقال على "أنفاس بريس" تحت عنوان (عيد الأضحى في زمن "كوفيد" المستجد 19) قبل العيد بمدة استعرضت فيه توقعات عامة وغيرها من النقاط ... اقتبس منه التالي:
(أهم نقطة في الموضوع هو ظرفية الوباء القاتل. عيد الأضحى لديه طقوس قبل وأثناء وبعد العيد، تلك الطقوس تكون فيها أوجه الاحتكاك والحوار والتواصل وصلة الرحم وكثرة التحرك، مما سيؤدي إلى كارثة انتشار الوباء، كمثال حكومة سبتة المحتلة أعلنت رسميا إلغاء شعائر عيد الأضحى المبارك، وذلك قبل مدة شهر تقريبا.)
فصدقت توقعاتي المتواضعة، ليتم بعدها الاقفال و تشديد التنقل، لنعيش جملة من القرارات الارتجالية المفاجئة التي قتلت الناس ليس بالفيروس بل بحوادث السير، هنا مرة ثانية تناولت عواقب القرارات المفاجئة في مقال دونته كذلك على "أنفاس بريس : (يا حكومة.. كفى من قرارات الدقيقة 90) اقتبس منه ما يلي:
حكومتنا الفاضلة الجميلة الرائعة المتكاملة... ال .... ال ... ال ... بوزرائها المنتخبين على رأسهم رئيس الحكومة وأحزاب الأغلبية والتكنوقراطيين، كشف (كوفيد 19) هفواتهم وعشوائيتهم بتوقيع قرارات وبلاغات تحطك انت كمواطن بين ليلة وضحاها أمام أمر الواقع بدون مهلة أو زمن محدد للتنفيذ (في بعض الاحيان يكون التنفيذ بعد 6 أو 4 ساعات ... كل الأسف).
إلى هنا أكون قد طرحت مسار سنة لم يستفاد منها، وأعيد السيناريو مرة أخرى في 2021.
يمكن القول أن حكومتنا تلعب مع المغاربة لعبة * افتحي يا وردة إغلقي يا وردة * ، الكل تنبأ بأنه سيكون هناك إغلاق . الماضي القريب والضغوطات النفسية والمرض سبب لنا نوعا من الكبت للخروج والاحتفال والسفر وعيش الحياة كما كانت ... ليأتي الإغلاق الموعود المتوقع يوم 2 غشت 2021.
ما مصير ممولي الحفلات، عاشوا الافلاس و الديون و *الشيكات * بدون رصيد، يا حكومة، يا من تفتح و تغلق بدون تواصل وتفسير يجب ان تدرك ان الناس يعيشون أزمة و بفتحك للأمور تكون قد وفرت الاجازة للعمل و العيش و استدراك ما سبق.
يا حكومة، يا من تفتح و تغلق يجب أن تعلمي ، أن الناس عاشوا ما يكفي من الضغوطات النفسية و العصبية ، و بفتحك البلاد الكل سافر و خرج للتنزه ، رغم وضع الساعة 11 هي ساعة الإغلاق.
يا حكومة، يا من تفتح و تغلق ، اعلمك ان ارباب المقاهي و عاملي هذا المجال تنفسوا الصعداء ، فقد كانوا في تشرد ، لا تنسوا شهر رمضان السابق فقد فرضتم الإقفال التام .
يا حكومة، يا من تفتح وتغلق، يجب ان تعلم بأن الاشخاص المقبلين على الزواج و لديهم الحلم بعرس 5 نجوم ، حددوا موعد عرس الاحلام ودفعوا العربون الذي لا يرجع ، و ارسلوا الدعوات للعائلة و الاحبة ، بقراركم المفاجئ قتلت الفرحة و دمرت الاحلام ...
يا حكومة، يا من تفتح وتغلق يجب ان تعلم ان الناس عانت ومازالت تعاني نفسيا و ماديا و لا يمكن بهذا الشكل ان تفتح و تغلق بطريقة مفاجئة ، الكل توقع ما وقع ، لماذا هذا التلاعب ؟ تدمرنا نفسيا و عقليا من مارس 2020 قرابة سنتين ، الكل في نكسة و عذاب .
الكثير ما يقال ... إلى متى ؟؟؟؟