تنشر "أنفاس بريس"، النداء الذي وجهه المناضل والقيادي اليساري عبد العالي بنشقرون، إلى كل مكونات اليسار المغربي من أجل العمل على وقف نزيف التشرذم والتفرقة في مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، على اعتبار أن فيدرالية اليسار شكلت حسب تعبيره جوابا إيجابيا لواقع التشتت الذي تعاني منه قوى اليسار.
وناشد بنشقرون قوى اليسار بأن تعمل على فتح حوار بين كل التقدميين الغيورين على بناء مغرب الديمقراطية والحداثة والتقدم:
لقد شكلت تجربة لها إيجابياتها ونواقصها. أكيد أن تدبير الخلافات بين مكوناتها الثلاثة، وداخل كل مكون على حدة، ليس بالأمر اليسير.
غير أن التطورات التي عاشتها الفيدرالية مؤخرا، حيث بلغ الصراع داخلها مستوى غير مسبوق، مصحوب بالمزايدات والكثير من التجريح المتبادل، لا يمكن أن تترك التقدميين الغيورين على مسار المغرب نحو الديمقراطية أن يبقى في موقف المتفرج.
فاستحضارا لنضالات وتضحيات أجيال من المناضلين اليساريين والديمقراطيين، وللمشترك التاريخي بين مختلف مكونات هذا اليسار؛
وباعتبار الفيدرالية مكسبا للقوى اليسارية والديمقراطية وللشعب المغربي، يتعين على الجميع عدم التفريط فيه.
اعتبارا لذلك نناشد جميع أطراف الفيدرالية إلى التعامل بكل مسؤولية وبروح إيجابية مع الخلافات القائمة، ونوجه هذا النداء المقتضب، كمبادرة تروم إنقاذ إطار فيدرالية اليسار، وذلك عن طريق:
- المطالبة بالتوقيف الفوري لكل حملات التجريح من أي طرف كان.
- اعتبار أن جميع المناضلين، مهما كانت تقييماتهم للوضع الداخلي وللوضع العام، لهم بنفس الدرجة هم العمل من أجل تطور البلاد نحو تحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والحرية والكرامة وبناء مجتمع حداثي ذي سيادة كاملة على قضاياه المصيرية.
- المطالبة بتغليب منطق الحكمة وجمع الفرقاء حول طاولة الحوار في أقرب فرصة...
ويتوجه هذا النداء لجميع الفعاليات اليسارية والمناضلين الذين شاركوا في تجربة اليسار السبعينيات وكل الديموقراطيين المغاربة، لاحتضان هذه المبادرة، باعتبارها تعني كل الفعاليات الديمقراطية للشعب المغربي والإسهام لإنجاحها بتغليب الحكمة والحوار البناء، على أي أسلوب سلبي للصراع، يعتبر مشهد اليسار في غنى عنه.