كانت القدس عبر التاريخ مقصدا للمغاربة، متأثرين بمكانتها الدينية، وبما ورد عنها وفيها من آيات قرآنية وأحاديث نبوية، ويقدر المؤرخون أن بداية إقامة المغاربة ببيت القدس تعود إلى 900 سنة ميلادية، ولم يكن الدافع الذي أتى بهم هو الحج إليها استكمالا لحجهم إلى الأراضي المقدسة في الحجاز بل كان هناك دافع عظيم هو الدفاع عن المدينة خلال الحروب الصليبية أيام صلاح الدين الأيوبي.
مازال عدد كبير من أحفاد هؤلاء المغاربة يقيمون بالقدس الشرقية، وبعدد من المناطق الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة، الكثير منهم يعيش تحت خط الفقر، ولا يكفيهم مدخولهم لسد حاجياتهم الأساسية، وهم بحاجة ماسة لمساعدات شهرية مستمرة لحين توفير مصدر رزق ثابت لهم.
ويطمح هؤلاء المغاربة المقدسيين، إلى أن يلتفت لأوضاعهم من قبل الوطن الأم، من خلال العمل على تثبيت هوية كل فرد من أفراد الجالية المغربية بالقدس وعموم فلسطين، من خلال استصدار بطاقات التعريف الوطنية وجوازات السفر، وتوفير الأقساط الفصلية للدراسات العليا والجامعيات للطلاب المغاربة المتفوقين، الذين يتسرب معظمهم للشوارع والأشغال الحرة غير المناسبة نتيجة لعدم قدرة أسرهم على تحمل تكاليف دراساتهم العليا، وإحداث صندوق للطوارئ لاستخدامه في الحالات الإنسانية كأداء أتعاب المحامين ومصاريف المحاكم والتطبيب واستشفاء المرضى والمحتاجين، ومساعدة الشباب على الزواج الشرعي بسبب انتشار العنوسة بينهم بشكل لا يحتمل، وترميم بيوت أفراد الجالية المعوزين بحيث تطابق الحد الأدنى المقبول لتوفير حياة أسرية كريمة.
كما يطمح هؤلاء المغاربة المقدسيين، إلى أن يتم التفكير في الوطن الأم على بناء مشغل وأوراش عمل مختلفة، حيث يتم توفير ما يلزم من معدات وآلات للقيام بأعمال الحياكة والخياطة والنجارة والحدادة والخراطة والكهرباء، وذلك لتشجيع شباب الجالية المغربية على تعلم الحرف اليدوية المختلفة بالإضافة لرفع مستواهم العلمي وتشجيعهم على الاكتشاف والاختراع. وأن يتم التفكير في عمل دراسة ميدانية شاملة ودقيقة لدراسة أوضاع الوقف المغربي الذي يتوفر على الكثير من العقارات من بيوت ودكاكين وأراضي وبالأخص داخل أسوار بيت المقدس، وهي عقارات لا تستفيد منها ولا من ريعها الجالية المغربية المعوزة، ويجهل مصير مداخيلها والجهات المحتكرة لها بسبب غياب التتبع والتقييم شفافين، وكذا المحاسبة الدقيقة والواضحة المعالم، بحسب مصدر مقدسي من أفراد الجالية المغربية بالقدس الشريف.
ويرغب أفراد الجالية المغربية بالقدس وعموم فلسطين من جهة أخرى، في أن يبادر الوطن الأم إلى إنشاء مدرسة تعمل على تعليم أبنائهم ما يفيدهم بعيدا عن كل ما هو مدسوس أو مغشوش، ومكتبة تحتوي على ما يلزم من الكتب المفيدة والمكملة للمناهج الدراسية والتي من شأنها تغذية الروح والفكر، وفتح جسور التواصل بينهم والوطن الأم بفتح قنوات الاتصال البناء بالجمعيات والدوائر الحكومية بعيدا عن أية تعقيدات، وتبادل الوفود الشبابية وتنظيم مخيمات مشتركة للأطفال واليافعين، وتأسيس إطار جمعوي احترافي، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى، بالقدس وعموم فلسطين يجمع شمل هؤلاء المغاربة ويكون مخاطبهم النزيه ودفاعهم الأمين لدى كل السلطات والمجتمع المدني بالوطن الأم.
(مغاربة في القدس المحتلة ت: إسماعيل)