كم وزيرا حمل حقيبة اسمها الجالية، كم حكومة تغنت بالإسم دون الصفة، هم بلا عد ولا عدد، فالجالية مجرد رقم في ميزانية الدولة، مداخيل سهلة المنال لا تستوجب تخطيطا ولا برامج ولا مصاريف، هم مغاربة مهما تعددت دول إقامتهم أو حتى جنسياتهم الأخرى هم دائما يعودون، حتى ولو لم يبدأ موسم "مرحبا" التجاري، يعودون، حتى بلا امتيازات عبور يعودون، حتى بلا استقبال بارد بالتمر والحليب يعودون، حتى بحجر قسري عابث يعودون، يعودون لسبب أقوى من كل ما سبق، يعودون لأنهم مغاربة.
مسؤولونا هذا العام صنفوا الدول حسب معايير الله وحده ووزارة الصحة أعلم بها، ليفتحوا أبوابا أمام جالية، ويوصدوه بوجه جالية أخرى، ليتضح فيما بعد أن الأمر يتعلق بمداخيل إضافية على المغتربين المغاربة في الخليج دفعها إن أرادوا العودة للوطن وأن يعلقوا عشرة أيام في حجر فندقي قبل الإفراج عنهم.
ألم تعلم اللجان المختصة بوزارة الصحة أن حالة الوباء بدول الخليج أكثر استقرارا وأقل حدة منها بدول أوربية وضعتها في لائحتها الخضراء؟
حكومتنا العظيمة ب وزرائها ومسؤوليها وأحزابها لا وقت لديها لحل المشاكل أو حتى مناقشتها، فالانتخابات على الأبواب وكعك كثير ينتظر القسمة بينما نصيب المواطن داخل وخارج الوطن فواتير يسددها صاغرا.
الغربة داء وإن كان من اختيارنا فهو مؤلم ومزمن فيا حكومتنا التي لم نر بعد خيرك اعلمي لا أعادك الله إلينا أننا لسنا جالية، نحن مغتربون.. مغتربون جدا.