يعتبر الناشط الحقوقي والسياسي، صافي الدين البدالي، القيادي بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، أن انتهاء الانتخابات الألمانية، التي أعادت انتخاب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لفترة رابعة ستقودها إلى قيادة بلادها لولاية أخرى، بأن هذه النتائج تأتي بناء على المكانة التي حققتها لبلادها حتى تستمر بذلك زعيمة العالم الغربي، والمدافعة عن التحالفات والتعددية الأطلسية. مضيفا في اتصال مع "أنفاس بريس" بأنه شئنا ذلك أم أبينا صارت المستشارة أنجيلا ميركل هي والدولة التي ستقودها لولاية رابعة قوتين فاعلتين على المستوى العالمي. وهو ما لم يستطع هتلر تحقيقه لألمانيا بالحروب المدمرة كي تهيمن بلاده على أوروبا وتسبب في أشرس حرب في تاريخ البشرية. لكن الآن باتت ألمانيا تقترب من تحقيق هذا الحلم بدون دمار ولا حرب ولا سلاح وسط ترحيب أوروبي وعالمي واضح.
وأكد البدالي على أن الشعب الألماني اختار ميركل ولم ير فيها أنوثتها ولا حسنها، بل اختار فيها عقلها ونوره واختار فيها القيادة الرصينة والثابتة، اختار فيها تأهيل الاقتصاد الألماني وقدرته على المنافسة وحتى يتبوآ المكانة الرائدة في العالم. لقد صوت الناخب الألماني على إنسانية ميركل، لأنها احتضنت اللاجئين السوريين ولم تجعل منهم عبيدا ولا من نسائهم سبايا ولا من أبنائهم وبناتهم خدام بيوت، كما فعل بهم إخوانهم العرب والمسلمون. إنها سيدة المواقف، يقول البدالي، ولم ير الأوربيون ولا الألمان بأنها عورة لأنها امرأة، كما هو الشأن عندنا حيث ما زال الإسلاميون الظلاميون في بلادنا وفي البلدان العربية يعتبرون المرأة عورة، عليها بالحجاب وبلزوم البيت وبطاعة الزوج وتحت رحمته ومستجيبة لنزواته.. ألا يرى هؤلاء بأنهم خارجون عن الدين الإسلامي الذي حرم وأدها وهي رضيعة، واستغلالها وهي امرأة وجعلها محاربة إلى جانب الرسول ومسئولة عن الشأن المحلي في عهد عمر بن الخطاب، وباحثة وشاعرة وقائدة عبر التاريخ، مثل هند بنت النعمان...؟ ألم ير هؤلاء بأن دولا أوروبية تقدمت بفعل قيادة نسائها لها مثل بريطانيا، حيث نذكر المرأة الحديدية تاتشر التي طورت بلادها اقتصاديا واجتماعيا؟ ألم ير هؤلاء بأن النرويج وهي أكبر منتج للمحروقات في أوروبا الغربية تمكنت، بقيادة السيدة سولبرج، من تجاوز أزمتين خطيرتين هما: انهيار أسعار النفط ما بين صيف 2014 وأزمة الهجرة في 2015 وحافظت على أن تظل النرويج أسعد بلد في العالم؟
ويختم قيادي حزب الطليعة قائلا بأنه لن تنعم بلادنا بالديمقراطية وبالتقدم وبالارتقاء الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي مادامت المرأة في بلادنا تخضع لسلطة الأصوليين وإلى انسحاب الدولة والأحزاب من تأهيلها لتكون قوية وفاعلة سياسية، لا رقما لتأثيث المشهد السياسي في إطار ما يسمى بالكوطا، والتي غالبا ما تكون من نصيب بنات أو زوجات أو من أقارب أمناء أحزاب الأغلبية الحكومية والأغلبية البرلمانية.