لست ضد العودة من المجتمع إلى الفرد، ولكن ضد تضخم النقاش حول الحقوق الفردية دون استحضار التفكير النقدي حول التخلي عن أولوية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وضد ربط مصير المجتمع بالفرد عوض الإنسان/ المواطن، وضد التركيز على الوجود الفزيائي للوطن المؤسس على الجغرافيا والحدود.. وهو جدال حول الكينونة بمثابة تمسك التائهين بالشقاء من أجل البقاء، أي نوع من الوجودية الذي يوحي بقتل الثقافي والروحي لفائدة السياسي المهيمن والمسيطر، فتدفع المواطنين يشعرون، وكأن نهاية الزمن السياسي نهاية للعالم، من خلال نوبات الفشل العابرة للحظات والمواعيد الانتخابية.
والحال أن زمن المتفائلين زمن ثقافي في ظاهره، واجتماعي في عمقه وتفاعلاته الطويلة الأمد، فهو يحول دون اعتناق بعض اتجاهات الوجودية المحرضة على التشاؤم، المؤسسة رؤيتها للحياة البشرية كسيل دافق من الأرق والضياع واللامعنى، حيث المصائر مرتبطة بالمنفعة بدل مشروعية المصلحة.