ولابد من الإشارة هنا إلى أن جل الخطباء حسب ما نقلته التلفزة الجزائرية الرسمية اهتموا أساسا بالتعبير عن الشكر والامتنان للحكومة الجزائرية على دعمها لجبهتهم ووقوفها إلى جانب الجمهورية الصحراوية الوهمية. وفي اليوم الأخير لما يسمونه بالجامعة الصيفية أثير موضوع الصحراويين المقيمين أو بالأحرى المحتجزين في مخيماتهم ومعاناتهم من ظروف حياة قاسية في تندوف. في الحقيقة لا أحد يجادل في أن الحياة قاسية إلى أبعد حد في مخيمات تندوف والمسؤولية يتحملها حكام الجزائر بالنظر إلى مواقفهم المعادية لوحدتنا الترابية والتي تجعلهم يتحكمون في مصير فئة من المواطنين الصحراويين الذين فرضوا عليهم أن يعيشوا بعيدا عن ديارهم للحياة في مخيمات حيث عمت الإقامة في هذه المخيمات لحد الآن أجيال من الصحراويين ممن توالى مكوثهم في المخيمات أبا عن جد لمدة أطول من أربعة عقود. وحكام الجزائر الذين يطالبون من المنتظم الدولي عن طريق الجامعة الصيفية السابقة الذكر يطالبون بوجوب تقديم المساعدات والإغاثة إلى اللاجئين في مخيمات تندوف فإن هؤلاء الحكام يرفضون في نفس الوقت إجراء إحصاء للتعرف على عدد اللاجئين في المخيمات وعلى وضعيتهم وظروف حياتهم. ولاحاجة إلى التذكير بأن إجراء هذه الإحصائيات سيجعل كل الأطراف تطلع على مأساة الحياة في مخيمات تندوف سواء تعلق الأمر بالتغذية أو الخدمات الصحية والسكن والتربية والتعليم. ومن هنا سيكون من السهل على أي ملاحظ أن يدرك الفرق بين ظروف الحياة الصعبة في مخيمات تندوف والحياة الأخرى التي ينعم بها أبناء الصحراء المغربية الذين كبروا وترعرعوا منذ عقد السبعينيات في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية بفعل مخططات الإنماء والإعمار التي أنجزها المغرب منذ استرجاع صحرائه من الاستعمار الاسباني. ولابد هنا أن نعود نتذكر برنامج تبادل الزيارات الذي أشرفت عليه الأمم المتحدة في عدة مراحل وكيف أن صحراويين جاؤوا من تندوف إلى الأقاليم الصحراوية للمملكة وفضل البعض منهم المكوث بين ذويه في الصحراء بينما لا أحد من الصحراويين الذين زاروا أهلهم في تندوف اختار أن يمكث هناك في المخيمات الخاضعة لتحكم السلطات الجزائرية. لهذا يمكن القول بأنه في اليوم الذي سيهدي الله حكام الجزائر ليتركوا للمحاصرين في تندوف حرية العودة إلى بلدهم للحياة في الأجواء التي ينعم بها من يعيشون في الأقاليم الصحراوية إذ ذاك سنكون قد قمنا بعدة خطوات في طريق حل المشكل المفتعل للصحراء المغربية.