في مجتمعاتها المحلية، وإحياء الحوار بين الشعر والفنون الجميلة الأخرى، كما جاء في ادبيات واهداف اليونسكو.
لكن خلال هذه السنة 2021 والسنة الماضية 2020 ، الاحتفاء بالشعر له طعم خاص في حضرة الغول " كوفيد 19" الذي أجبر البشرية عل تغيير سلوكاتها ونمط عيشها، وهدد بالموت وضيق الحياة في صفوف البشرية على اختلاف الأجناس والأعمار والعقائد وسائر الانتماءات الطبقية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا..
وفي ظل هذا الوضع الموبوء، الذي ترك تأثيرا كبيرا في قطاع الثقافة والفنون والأدب عامة والشعر خاصة نقف على الارتباك الشديد في برامج وزارة الثقافة والشباب ببلدنا التي اعتمدت نمطا تواصليا جديدا "التواصل عن بعد" باستعمال الخدمات الرقمية في العالم الافتراضي.
وبالرغم من ما لهذه الوسائل الرقمية من اثار ايجابية على مستويات اخرى إلا انها في الشعر عمقت الهوة بين المتلقي والشاعر، وذلك بالنظر الى خصوصية الشعر وطقوسه.
وهانحن هذه السنة، خلافا لكل الأعراف وطقوس تنظيم المهرجانات وملتقيات الشعر ، نحتفي بالبوح الشعري في عزلتنا ببيوتنا، بعد اغلاق كل المرافق والقاعات والمسارح ودور الشباب ودور الثقافة التي كانت تحتضن وتجمع خيرة الشواعر والشعراء في محراب الشعر كل 21 مارس من كل سنة ، كما دأبنا على ذلك في جمعية محترف الإشعاع للتنمية الثقافية باليوسفية التي وصلت ملتقياتها الثقافية والشعرية الى رقم 15 دورة.
لم نحتفل بالشعر سنتين متتاليتين 2020 /2021 احتفالا فعليا، يليق بمقام الشعر في حضوره ورمزيته. اننا لسنا بخير والشعر ليس بخير، افتقدنا التقارب الإجتماعي، افتقدنا التجمعات داخل القاعات الثقافية والفنية... افتقدنا حضور الشاعر و الإصغاء الى الشعر... انفصل الشاعر جسديا عن جمهوره ومتتبعيه.
إن الاحتفاء بالشعر هذه السنة في ظل استمرار بطش الغول "كوفيد 19" هو لحظة استثنائية لتأمل واقع حال البشرية التي تعيش رعبا حقيقيا لامثيل له، وكأننا في ساحة حرب بسلاح محدث.
ننتظر السنة القادمة ولنا امل كبير في ان نحتفل بالشعر والشعراء في لقاءات مباشرة ومفتوحة على الحضور المتلقي، وان تنمحي صورة الغول " كوفيد 19" من الذاكرة الأنسانية والوعي الجمعي الكوني./.