للحب سر عجيب في حياة الإنسان، ولولاه لما استطاعت البشرية أن تصل إلى ما وصلت إليه من تقدم حضاري وثقافي وعلمي وتكنولوجي، فهو سكر الحياة وملح طعامها؛ لهذا اعتبره الإسلام قيمة من قيمه العظيمة والجميلة التي يسعد الإنسان بها، وهي من الصفات الآدمية التي لا ينفك عنها، فكل إنسان لا يحس بطعم الحب في حياته إنسان فاشل ومريض، ولا يمكنه أبدا أن يتقدم خطوة واحدة في تجارته أو عمله أو دراسته، كما أنه لا يمكنه أبدا مواجهة هموم الحياة ومشاكلها وأحزانها وقلبه فارغ من الحب؛ لأن الحب يسمو بالنفس ويحلق بها في فضاء من السعادة والجمال والأمل والتفاؤل، ويضفي على حياتنا بهجة وسروراً، ويكسو الروح بهاءً وحبوراً، فهذه القيمة الناصعة والمكانة الرفيعة التي منحها الإسلام للحب دفع بالفيلسوف الألماني الشهير أندرياس كامس إلى اعتناق دين الإسلام عن حب ورغبة بعد رحلة من التأمل والتحليل المفهومي الفلسفي للحب والمحبة والتسامح والرحمة في رسالة الإسلام وفي تعاليم نبينا العدنان، وكيف لا يقتنع هذا الفيلسوف والله سبحانه وتعالى يصف نبيه المصطفى الكريم بكونه رحمة للعالمين: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رحمة للعالمين.
لهذا ما أحوجنا هذه الأيام إلى إنشاء معامل وشركات لصناعة الحب، وصناعة السلم والسلام والتعايش بين الأمم والشعوب والدول، بدلا من إنشاء مصانع ومعامل لإنتاج السلاح النووي والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تهلك الحرث والنسل وتدمر البلاد والعباد.
وكل عام أحبتي وأنتم بألف خير بمناسبة اليوم العالمي للحب.