في مثل هذا اليوم قبل عشرين سنة اخترت عن سبق عزيمة وإصرار المنفى في المملكة المتحدة على أن أستمر في خدمة مصالح عصابة تعبث بأمن واستقرار ومستقبل الجزائر والجزائريين.
في 3 فبراير عام 2001، حيث كان النظام الجزائري مستأسدا وقويا ليس فقط لأنه يعتمد على ثروة نفطية كبيرة، وإنما لأنه كان مسنودا بدعم دولي وغربي تحديدا تحت شعار دعمه في الحرب على الإرهاب، اخترت أن أصدع بكلمة الحق، وأن أقول أن الإرهاب الحقيقي هو ما تمارسه تلك العصابة، وأنني أشهد على ذلك..
لم أتردد للحظة واحدة في هذا القرار، وأعلنت أنني مستعد لتحمل تبعات قراري بكل معنى الكلمة؛ بما في ذلك الوقوف أمام قضاء عادل أتحمل فيه مسؤوليتي عما قمت به في خدمة تلك العصابة..
ولقد كنت قد اعتذرت للشعب الجزائري عامة، عن دوري في خدمة تلك العصابة لفترة من الزمن، وأخبرتهم أنني كنت مخدوعا بهم، وأنني قمت بما قمت به ظنا مني أنني أدافع عن سيادة وأمن الجزائر، وأنني متى ما تأكدت من أنني لا أخدم الجزائر، وإنما أحقق مصالح عصابة، قررت المنفى..
ومع أن الغربة قاسية ومؤلمة، فقد افتقدت فيها أهلي جميعا، وخلالها أيضا، توفي والدي دون أن أتمكن من وداعهما، إلا أنني أشعر بالارتياح لأنني أستطيع أن أكشف جرائم العصابة دفاعا عن قيم الجزائر العظيمة التي بناها أجدادنا العظام وحرروها من استعمار جشع مارس على شعبنا كل أنواع الجرائم الوحشية..
عشرون عاما من الغربة، ولكن أيضا من العمل الدؤوب الذي لا يكل في كشف حقيقة هؤلاء الذين اختطفوا الجزائر منذ خروج الاستعمار ووظفوا كل ما فيها لتحقيق أهداف استعمارية بالوكالة.. لكنني أشعر اليوم بأنني فجر الحرية في الجزائر أصبح قاب قوسين أو أدنى مع سقوط جدار الخوف وانطلاق حراك فبراير الذي يستعد لاحياء ذكراه السنوية الثانية بمزيد من الأمل والإصرار على إفتكاك حقه في الحرية والكرامة..
نعم أرى نفسي في هذا الجيل الذي يدفع ثمن الحرية باهظا، واعتقد أن الحرية تستحق منا ذلك..
كل عام والجزائر إلى الحرية أقرب
كريم مولاي، خبير أمني جزائري / المملكة المتحدة