لهذه الأسباب رسخ اليهود المغاربة بإسرائيل روابطهم بالوطن الأم

لهذه الأسباب رسخ اليهود المغاربة بإسرائيل روابطهم بالوطن الأم الملك محمد السادس أمير المؤمنين ومشهد لمقبرة يهودية تم ترميمها
من المؤشرات الدالة على عمق العلاقة التي تربط الجالية اليهودية بالعالم وكذا اليهود من أصل مغربي بإسرائيل، بوطنهم الأصلي المغرب، أن الملك محمد السادس وبمجرد مباشرة بعد اعتلاءه كرسي العرش تمسك بالوشائج التي تربط اليهود المغاربة بأمير المؤمنين.
وتأسيسا على ذلك تم بعث الروح في جسد مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب واستأنف إصدار نشرته الداخلية التي تترجم مطالب الطوائف اليهودية وتطلعاتها.
وعندما شكّل محمد السادس لجنة استشارية لإصلاح الدستور، رفع مجلس الجماعات اليهودية توصية إلى رئاسة اللجنة، تضمنت المطالبة بالاعتراف الدستوري بالثقافة اليهودية كمكون للهوية المغربية المتعددة وتراث ناهز عمره 2000 سنة وهو ما تمت الاستجابة له في دستور 2011.
هذه الإشارة القوية لمكانة اليهود المغاربة ضمن النسيج الاجتماعي ساهمت بقوة في عودة حوالي 2000 يهودي مغربي استقروا بأرض الوطن/المغرب أغلبهم من فرنسا، بعد سنوات طويلة من الهجرة إلى العديد من البلدان، خاصة كندا وإسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة.
أضف إلى ذلك أن هناك عشرات الآلاف من اليهود (معظمهم من أصول مغربية) يحلون سنويا بالمغرب، وخصوصا من إسرائيل لقضاء عطلتهم وممارسة السياحة وتحديدا في المناطق التي تتوفر على مزارات دينية يهودية.
في نفس السياق يقدم اليهود المغاربة كل سنة على إحياء ذكرى 1200 ولي من أولياء اليهود دفنوا في موطن أرض المسلمين المغاربة التي يتشبثون بانتمائهم لها، وللصلاة من اجل "السلام والتعايش بين الديانتين" في الشرق الأوسط.
و يذكر أن أهم معبد يهودي في المغرب هو "معبد عمران بن ديوان" الولي اليهودي الذي يرقد منذ 250 عاما على مرتفعات جبال وزان (200 كلم شمال الرباط). .بالموازاة مع أولياء كثر يتجاوزون الألف بمختلف المدن المغربية.
وتؤكد تقارير إحصائية إسرائيلية أن المغرب ثالث أكبر بلد إسلامي وعربي يحتضن اليهود، إذ يعيش اليوم 2000 يهودي في المغرب، أما بخصوص عدد الإسرائيليين الذين يزورون المغرب سنويا، فقد تم تسجيل زيارة 80 ألف سائح إسرائيلي للمغرب سنة 2018 بنسبة ارتفاع قدرها 32 في المائة مقارنة مع 2017.
بخصوص الجانب الثقافي والتعريف بالمغرب كأرض للتعايش السلمي بين الديانات، فتعقد دوريا ملتقيات دولية ذات إشعاع عالمي، من تنظيم وتأطير الجاليات اليهودية المغربية، تتخللها عادة معارض فنية وأفلام وثائقية ولوحات فولكلورية من صميم الثقافة الشعبية والتراثية المغربية .
ومن بين الروابط التاريخية يُعدّ "بيت الذاكرة" وكنيس "صلاة عطية"، مكاناً للذاكرة يروي بواسطة المعروضات التي توجد به الديانة اليهودية في مدينة الصويرة وموروثاتها، انطلاقاً من طقوس تقديم الشاي، مروراً بفن الشعر اليهودي، ثم صياغة الذهب والفضة، والطرز، وخياطة القفطان، فالفنون الثقافية، والأدب، والعادات الصويرية بالكنيس، وصولاً إلى المحلات التجارية الكبرى التي شكلت "إشعاع موغادور" في القرنين 18 و19.