وسجلت الصحيفة في مقال تحت عنوان "أين سقطت صواريخ البوليساريو" للكاتب الصحفي التونسي نزار بولحية، أن الاعتراض على أي استخدام خاطئ للقوة، ضد أي احتجاجات مدنية أو سلمية يكون في حال الإفراط في استخدامها، أو استخدامها بشكل غير متناسب، وهذا ما لم يحصل مطلقا في عملية الكركرات، على فرض أن المحتجين الذين كانوا يقطعون الطريق هناك كانوا بالفعل أفرادا مدنيين، يقومون باحتجاجات سلمية.
وأكدت أنه كان من الواضح أن الهدف من وراء العملية هو محاولة المسك بزمام الملف في وقت بدأت فيه عدة مؤشرات تدل على أنه قد يفلت من بين أيدي الجبهة، لا فقط بعد أن حققت الرباط تقدما واكتساحا دبلوماسيا لافتا، من خلال فتح عدد من الدول الإفريقية والعربية قنصليات لها في المناطق الصحراوية، بل أيضا عبر توسع دائرة الدول المساندة لرؤيتها للحل الذي تتبناه للأزمة وهو مقترح الحكم الذاتي.
وشدد كاتب المقال أنه من الصعب أن يكون تحرك البوليساريو في الكركرات جاء من محض إرادتهم وبمعزل عن أي دعم، أو في أدنى الأحوال من دون ضوء أخضر من الجزائر.
وتابعت الصحيفة "ومع أن فصول القصة كلها حبكت لأجل أن يظهر المغرب على أنه هو من بادر بخرق وقف اتفاق النار، فإن السؤال البديهي هو، ما الذي يمكن أن يضطر بلدا يسيطر فعليا على الأرض، ويحرز انتصارات دبلوماسية متتالية في نزاعه ليقدم على فعل مماثل"، مضيفة أنه "من الواضح أن هناك خللا ما في رواية الجبهة، وأنها انساقت إلى حرب دونكيشوتية جهزت فيها صواريخها باكرا لتطلقها بعدها بشكل عشوائي وخاطئ".
وبرأي كاتب المقال، فإن السؤال الجوهري بشأن الاحداث التي جرت مؤخرا في الصحراء المغربية هو "أين يحارب البوليساريو بالضبط"، خصوصا وأن المغرب هو من يسيطر فعليا على الأرض".
وتابع أن من يقرأ "البيانات الحربية الأخيرة للبوليساريو، يعتقد أنهم يفعلون ذلك انطلاقا من تلك الأراضي الصحراوية، التي يدعون ملكيتها، وأنهم لا يخوضون معارك استعادتها من قبضة المغاربة، إلا من هناك"، مبرزا أن "الحقيقة تختلف كثيرا عن ذلك.