لكن الخرجة الاستثنائية التي أثارت حفيظة المراقبين والمتتبعين للحقل الإعلامي والسياسي، هي تلك التي قام بها منبر "هوية بريس" (التابع للأصوليين والمتزمتين)، دون أدنى اعتبار للأخلاق الدينية والمشاعر الإنسانية، حيث صب "الموقع" الأصولي المذكور، جام حقده، مؤكدا فعلا بأنه صوت "التطرف والتعصب" نيابة عن السلفيين والجهاديين المتطرفين المتعطشين لأكل لحم الميت.
فهل يعقل أن ينفرد هذا الموقع الخارج عن "الهوية المغربية" ويسحل جثة الفقيد خارج قبره "ليقلي السم" للفقيد الدغرني ويقول لقرائه بأن الرجل "أمازيغي متطرف"؟
هل الدين الإسلامي أوصانا شرا وإساءة بالموتى، أم أن ديننا الحنيف أوصانا بذكر الموتى بالخير؟
نعم، مازالت حرقة الفراق يشتعل لهيب نارها في قلوب عائلته الصغيرة والكبيرة، ولم يمر على موته إلا بضع ساعات، ومازال أفراد عائلته يكفكفون الدمع، ويستقبلون التعازي، ليفاجأ الجميع بوصف أستاذ محام وحقوقي ورجل سياسي يؤمن بالعمل الديمقراطي داخل المؤسسات بأنه "أمازيغي متطرف"؟
بالله عليكم، من هو المتطرف في اعتقادكم؟ هل الراحل المؤمن بوطنه ومؤسساته الشرعية، وبالحوار الديمقراطي، أم ذلك الذي يحتضن المغراويين والوهابيين والإخوانيين؟ من هو المتطرف، هل من يناضل من داخل اامؤسسات، أم الذي "يقلز لها من تحت الجلابة" ويعبد بفكره للخلايا النائمة باسم الدين والجهاد، وقام مريدوه بتفجير أجسادهم في الدار البيضاء ومراكش، ليستمر عنف الإرهاب إلى درجة ذبح سائحتين بجبال أمليل بضواحي مدينة مراكش؟
أجيبوني من فضلكم، أليس أتباع الطريقة المغراوية ومن على شاكلتها، والتي تنهل فكرها المتطرف من شيوخ الوهابية وحركة الإخوان المسلمين، هم المتطرفون الحقيقيون الذين يكفرون العلماء والمفكرين والسياسيين والنقابيين في زمن حكم الإسلام السياسي؟ أليس هم من خصبوا البيئة المساعدة لشحن العقول المريضة بالغلو والتشدد؟.
اتقوا الله في خلق الله، واذكروا مواتكم بخير. وارجعوا إلى "هوية" المغاربة وعقيدتهم الدينية السمحة!!