محمد شفيق: اختزال النقاش في العقوبة لا يسعف في فهم ظاهرة اختطاف واغتصاب الأطفال

محمد شفيق: اختزال النقاش في العقوبة لا يسعف في فهم ظاهرة اختطاف واغتصاب الأطفال محمد شفيق

حجم الأخبار الصادمة حول ضحايا الاغتصاب والاختطاف والنهاية المأساوية لهذه العمليات البشعة، لم تعد مجرد وقائع متفرقة أو أحداث تتوقف عندها منابر الإعلام ووسائله عن طريق الصدفة أو الرغبة في تنويع المواد وقضايا التناول.. وتيرة هذه الوقائع ورقعة انتشارها تبرز بوضوح أننا أمام ظاهرة مجتمعية تجاوزت مرحلة الكمون وانتقلت عن طريق السرعة القصوى نحو الإفصاح عن نفسها ضدا كل هذه المناعة القيمية والمجتمعية التي كنا نتصور أنها قادرة على حمايتنا.

 

طنجة، مراكش، زاكورة،.. مسارح قسرية لاحتضان البشاعة الآدمية وجغرافية لمجتمع لم يتوان عن تبديد ما تبقى له من إنسانية.

 

مدن مختلفة ومتنوعة لا تصمد أمامها أطروحة الهشاشة والتفاوت المجالي والغبن الترابي، مواقع تتوحد في تعميم العدوانية والبشاعة وكثير من الوحشية.

 

ما يبعث على القلق أكثر أمام فعل الاغتصاب المدان وغير المقبول من لدن كل الشرائع والمرجعيات، هو اختزال النقاش في مجرد ما يترتب من جزاءات على مقترفيه وتحويله إلى نقاش حقوقي يكاد أن يكون نخبويا، وقد لا يسعف كثيرا في فهم الظاهرة وتطويقها.

 

أومن أن الحقوقي يتعين أن يكون في صلب الإصلاحات التي يقتضي مباشرتها وشرطا لتعزيز فعاليتها، ولكننا في حاجة إلى سياسات عمومية ذكية في مجال التأطير والحماية لطفولتنا وإلى مؤسسات مبادرة ومبدعة، وإلى برامج تتغذى من نتائج البحت السوسيولوجي وخلاصات الدراسات التربوية والنفسية الرصينة.

 

نحتاج إلى جهد وطني جماعي لإيقاف هذا النزيف واستعادة الأمل والرغبة في بناء وطن جدير بأبنائه.

 

- محمد شفيق، فاعل جمعوي