ثريّا حبران إبنة " درب السلطان " العريق وأيقونة المسرح المغربي..
والمسرح ليس له مكان ضيّق يتحرّك في فضاء إنسانيّ..
بحثت عن موطىء قدم على خشبة في زحام العالم والتاريخ وحققت نفسها بشكل خاص وسط هذا الزحام .
تألقت الطفلة في المسرح البلديّ وعمرها لا يتعدّى عشر سنوات .
كانت تجرؤ على اختراع نص تمثله وبدأت تقلّد ما تسمعه في أرجاء الأحياء الشعبيّة من حلقات الخرافة والحُواة وحرارة الهتاف في الساحات .
لم تكن تعرف بأنها ستصل بعملها إلى حد الحرفة .
كانت تعتقد أنها ستبقى هاوية مسرح وحتى آخر لحظة من حياتها ظلت تؤنس بين الهواية والمهنة .
وبقيت هاوية ومحترفة بنفس الوقت وحتى لما عينّت وزيرة ثقافة
كسرت النمط الرسمي في العلاقة .
وبهذا التأرجح بين المهنة والهواية تحقق شيء ما بإمضاء : ثريّا جبران
ارتبطت أعمالها بالبسطاء والمهمشين مع الطيب الصديقي وفي فرقة " مسرح اليوم " وأبدعت في " أربع ساعات في شاتيلا - شهادة جان جينية عن المجزرة الرهيبة .
عندما التقيت ثريّا للمرة الاولى وفي زيارتي الاولى للمغرب وكانت في عزّ فتوتها قالت : " عمري الآن أصبح متقدماً وعليّ ان انتبه للوقت ويذكرني بأنني ضيعت الكثير . في أي يوم لا اعمل أشعر بإحباط شديد . بقي سنوات قليلة أحقّق فيها المشروع الذي لا يتحقّق . المسرح المتحرّر من عبء تاريخه . من عبء الواقع . طبعاً عملية مستحيلة ولكن عليّ ان أسعى . عليّ ان احاول وأصدق انه موجود لكي ابحث عن المسرح المستحيل .
يا أيتها المفتونة بالتاريخ خذي ريثكِ قليلاً وتمهلي لئلاّ يفوتك ما تراه العيون من ألوان واشكال .
أيتها المسكونة بنداء الماضي قد تضيعين في الزحام ويضيع منك الختام .
ثريّا حبران شكراً لكِ..