استعرضت الكاتبة والقاصة وفاء مليح تجربتها الأدبية ومسارها في كتابة الرواية والقصة القصيرة والمقالة الأدبية، على أثير برنامج "مدارات" الذي يعده ويقدمه الزميل عبد الإله التهاني بالإذاعة الوطنية من الرباط، ليلة الجمعة 21 غشت 2020 .
جريدة "أنفاس بريس" تابعت مع جمهور المستمعين الأوفياء للبرنامج حديث الأديبة وفاء مليح في برنامج "حوار في الثقافة والمجتمع" في عدة قضايا تهم الكتابات الأدبية بأقلام النساء، والترجمة، والنقد الأدبي، ورحلاتها بين المدن والأمكنة التي ألهمتها، وانطباعاتها حول أسماء نسائية وازنة في المشهد الثقافي المغربي.
تقديم وفاء مليح على ضفاف مدارات
في تقدميه للكاتبة والقاصة وفاء مليح وصف الزميل عبد الإله التهاني حضورها في المشهد الثقافي بالقول "أن وفاء مليح تعتبر من الوجوه المتميزة في الساحة الثقافية المغربية، وهي من الأصوات النسائية الحضارة في المشهد الثقافي من خلال أعمالها الأدبية ". حيث بسط معد البرنامج أمام المستمعين من بين إصداراتها المجموعة القصصية "اعترافات رجل وقح". وروايتها "عندما يبكي الرجال". بالإضافة إلى كتاب "أنا الأنثى الأنا المبدعة" ومجموعة قصصية صدرت لها تحت عنوان "بدون". فضلا عن سيرة رواية "أن أكون" .
كيف رسمت وفاء مليح خطوات البداية
أكدت الكاتبة وفاء مليح بأن خطوتها الأولى في مسار الكتابة بدأت "بتقليد الوالد، الذي كان يعكف على القراءة والكتابة ليلا"، هكذا سيتحول مع الممارسة والتراكمات "تقليد القراءة والكتابة إلى عشق بفعل تحفيز الوالد" . هذه الخطوات التي خطتها الكاتبة في مرحلة الإعدادي والثانوي بمدينة الخميسات ستنتج باكرة عمل تمثلت ـ حسب بوح الكاتبة وفاء مليح ـ في كتابة "لوحة مسرحية من صفحتين باللغة الفرنسية نشرت في مجلة المؤسسة التعليمية التي كان يشرف عليها أستاذان فرنسيان". واعتبرت أن الكتابة بالفرنسية في حينه" كانت بدافع الفضول المعرفي، واكتشاف مهارات أخرى". و في سياق الخطوات الأولى للكتابة باللغة العربية كانت "محاولات في جنس الشعر وخواطر قصصية شاركت بمنتوجهم في برامج إذاعية " . وأوضحت الكاتبة وفاء مليح بأن كتاباتها الأولى عرفت طريق النشر في الصحافة "كتبت القصة القصيرة، ونشرت أعمالي في عدة جرائد ومجلات وطنية"
محطات القراءة والكتابة في مسار وفاء
وقالت الأديبة وفاء مليح وهي تحدثت عن مراحل مسارها الأدبي بأن "عالم القراءة عبارة عن محطات..". المحطة الأولى للكاتبة " بدأت شعرية مع شعر النضال والمقاومة" أما المرحلة الثانية فقد كانت "محطة سريدة، قرأت من خلالها قصص ألف ليلة وليلة" حيث اكتشفت "عالم الحكاية"..هكذا ستتنوع القراءة لدى الكاتبة من خلال "التهامها بنهم لكاتبات أسماء وازنة في الأدب المغربي والعربي والمشرقي" من أمثال نجيب محفوظ، وعبد الرحمن منيف، وعبد الله العروي، وخناثة بنونة، وأحمد بوزفور ....فضلا عن انفتاحها على الأدب الروسي المترجم وأدب أمريكا اللاتينية (الأعمال القصصية والروايت المترجمة للعربية ".
المجموعة القصصية "اعترافات رجل وقح" بالنسبة للكاتبة كانت ثمرة تجربة البدايات الأولى للكتابة، و هي قصة قريبة من انشغالات الذات المؤنثة وعلاقتها بالجنس الآخر، وتشريح للعلاقة المشوهة بين الرجل والمرأة"..وقد اعتمدت الكاتبة " الحكاية في بنيتها الفنية " على اعتبار أن " الحكاية هي العمود الفقري للقصة"
وعن سؤال للزميل عبد الإله التهاني أوضحت وفاء مليح بأن عنوان ( "اعترافات رجل وقح" و "عندما يبكي الرجال" لهما دلالات التحدي والاقتحام... تحدي المرأة الكاتبة واقتحام موضوعات كانت تعتبر طابو بالنسبة للمرأة". لأن المجتمع كان "يجيز ويبيح للرجل/المذكر أشياء كثيرة على حساب المرأة/المؤنث". في نفس السياق قالت "الرجل كقوة في النهاية إنسان يمكن أن يضعف، والمرأة كضعف...هما معا في النهاية إنسان لهما صفات مشتركة في الضعف والقوة".
وعن الكتابة بصيغة المؤنث قالت ضيفت برنامج مدارات "اعتقد أن الجدل الذي أثير حول الكتابة النسائية والوقوف على سؤال كتابة ذكورية وكتابة نسائية ..متجاوز"، وأشارت إلى أن المرأة الكاتبة أبرزت أن لديها "قدرة الذات المؤنث على بلورة منظورها الجمالي الخاص". ولاستنطاق هذا الموضوع تساءلت بالقول "هل استطاعت هذه الذات أن تبلور كتابة سردية من منظورها الخاص؟ أم بشكل من المنظور الذكوري المهيمن؟ أم مازالت تحت تأثير الصوت المهيمن الذكوري؟"
الكتابة مغامرة مبصومة بفن التحول باستمرار
بخصوص فن المقالة الأدبية قالت الكاتبة مليح "هي حالات فكرية ورغبة إضافية في التعبير" وهذا ما عكسه إصدار "أنا الأنثى أنا المبدعة" الذي تشكل من "مجموعة مقالات تأملية..." مارست فيه الكاتبة "كتباتها الإبداعية بشكل مفتوح" على اعتبار تقول ضيف مدارات "اعتبر الكتابة فن المغامرة، فن التحول باستمرار، متعتها الحقيقية يرتبط في الإبحار في أكثر من تيار...الفكرة التي تملي نوع الجنس الأدبي الذي أعالج من خلاله كتاباتي".
" الكتابة محطات مرتبطة بعمر الكاتب، وهي لا تقيدني...الكتابة رحلة تنفتح على جميع الممكنات"، تقول ضيفت برنامج حوار الثقافة والمجتمع وتوضح بأنها تجد نفسها "في كتابة القصة القصيرة، وأجدني في كتابة الرواية، والمقالة...و بين هذا وذاك أنا مشدودة للكتابة السردية بكل أجناسها... توالى فيها الأحداث والأفعال بحدة، وتنظم التنافرات".
بخصوص سؤال مواكبة النقد لأعمال الكاتبة أوضحت بأن " النقد لم يهتم بتجربتي الأدبية إلا من بعض الأقلام القليلة وفي فترات متباعدة" واعتبرت ذلك "شأن تحارب محلية" على اعتبار تقول وفاء مليح أن " أزمة النقد بالعزوف عن كل ما هو محلي رغم المجهودات المبذولة والمرتبطة بقناعة الكاتب"
كيف قدمت وفاء مليح أسماء نسائية في عالم الكتابة؟
فاطمة المرنيسي : وجه نسائي سوسيولوجي مشرق. هي المرأة المغربية العالمة والمبدعة، كتبت بإبداعية وكان لها السبق في مواضيع حظيت بالقراءة الواسعة.
لطيفة لبصير: قاصة تكتب بأنامل أنثوية تعنى بالتفاصيل والدقة
فتيحة مرشد : طبيبة مبدعة زاوجت بين الطب والأدب كتب شعرا ونثرا بعشق كبير.
الأمكنة و ذاكرة الفضاءات تشكل أبوابا للكتابة والتأمل بالنسبة لوفاء مليح
مدينة فاس: المدينة العتيقة هي مدينة الطفولة العابرة، امتزجت بروح الأثر التاريخي، هناك كنت أتنفس هواء التاريخ.
مدينة الصويرة: مدينة الحلم والصمت والإبداع مدينة العلاج النفسي..لقد كان لي مع الصويرة تجربة استرجاع عافيتي النفسية، وتخلصت من أعراض حالة الكآبة الحادة التي عانيت منها.
مدينة الرباط : تابعت بها دراستي الجامعية والمهنية، وربطت ألفة بفضاءاتها وأنا أمارس حياتي الثقافية والمهنية...الرباط جزء من ذاكرتي وهي مكان ولادة رواية "عندما يبكي الرجال".