مركز التنمية لجهة تانسيفت يرصد النموذج الاقتصادي على ضوء دروس جائحة كورونا

مركز التنمية لجهة تانسيفت يرصد النموذج الاقتصادي على ضوء دروس جائحة كورونا محمد شفيقي

نظم "مركز التنمية لجهة تانسيفت"، ملتقى مراكش، بتعاون مع "مؤسسة فريدريش ناومان للحرية"، لقاء تفاعليا عن بعد حول موضوع: "أي نموذج اقتصادي جديد للتنمية على ضوء دروس جائحة كوفيد-19؟"

 

وفي إطار أعماله الفكرية والثقافية، قدم الأستاذ الباحث بجامعة محمد الخامس بالرباط، محمد شفيقي، في هذا اللقاء، تحليلا وجردا لمكتسبات النموذج التنموي المعتمد منذ 2002 ومكامن ضعفه في خلق تنمية شاملة ومستدامة ومحاربة الفقر والحاجة، نتج عنها إحداث لجنة ملكية لبلورة نموذج جديد للتنمية. كما أبانت حالة الطوارئ الصحية بسبب جائحة كوفيد-19، بحسب شفيقي، مدى الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية لزهاء 60٪ من الأسر المغربية. أيضا الدولة قدمت دعما ماليا مباشرا عبر خلق الصندوق الخاص، ساهم فعليا وعن قرب المجتمع المدني والمحسنون بمد يد المساعدة لذوي الحاجة بالأساسي يحفظ كرامة المعوزين. هذا الانخراط المؤسساتي والجمعوي والخيري، أعاد بوادر الثقة بين مكونات الدولة والشعب.

 

وأوضح شفيقي أن الوضع الحيوي أظهر ابتكار نمط تنموي جديد ينبذ أسباب الفوارق والتهميش مجاليا وقطاعيا، تكون متطلباته الأساسية المصالحة والتضامن. ويعمل على إدماج الشباب والنساء في تطوير جهوي ووطني مستدام بخلق قطاعات جديدة صناعية وخدماتية وبالتنمية الفلاحية لتحقيق الاكتفاء الذاتي. فالنموذج المنشود يرتكز، يضيف الشفيقي، بعزم وحزم على المعرفة والتكوين والبحث العلمي والتقنيات الرقمية الجديدة وتدبير أنجع للموارد البشرية والطبيعية، واحترام البيئة باستعمال الطاقة النظيفة المتجددة في وسائل الإنتاج والنقل والإسكان وتقوية  الاقتصاد الاجتماعي التضامني والقطع مع اقتصاد الريع.

 

وحول خصوصيات جهة مراكش أسفي ومدى هشاشة الساكنة فيها لارتكاز اقتصادها بالأساس على الصناعات السياحية والتقليدية، أشار الأستاذ الباحث أن أفق الخروج من الأزمة يكمن في تنويع الاقتصاد الجهوي وتحديثه والأخذ بالمقومات الحقيقية لإنسية سكان الجهة الغنية بموروث ثقافي متميز، مادياً وبشريا. حيث فسر أن قوة ساكنة جهة مراكش أسفي هو قابلية أعضائها للعمل بشكل جماعي ومتضامن تعمه البهجة والاحترام وفي المهارات المتنوعة الموجودة.

 

ونبه الشفيقي أن الجهة عاشت أزمات خانقة من قبل دون الاستفادة من الدروس القاسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والانسجام وتقليص ظواهر العنف وتدهور جودة الحياة، داعيا إلى المطلوب بأخذ العبرة لتغيير سلوكات واهية أساسها الجشع والاستهلاك المدمر ولتسريع بناء خيارات قوية تهدف الإدماج الفعلي بالعدالة المجالية وبإشراك الساكنة في عمليات التنمية المستدامة والشاملة.

 

يذكر أن اللقاء، الذي سيره جمال الدين الأحمدي، نائب رئيس مركز التنمية لجهة تانسيفت، طرح للنقاش العديد من الأسئلة الآنية المرتبطة بمستقبل الجهة بعد الجائحة، من قبيل: النموذج المغربي على محك أزمة جائحة كو فيد-19: ما هي مقومات القوة والضعف؟ ما هي المسارات الانتقالية الضرورية نحو نموذج مستدام ومتضامن وشمولي؟ ما هي الوسائل المتاحة للربط الجيد بين النموذج المنشود والمنظومات السوسيو-اقتصادية وطنيا وجهويا ودوليا؟ ما هي شروط الحكامة  خلال فترة الانتقال؟ وما هي ركائز العقد الاجتماعي الجديد؟ وأي تصور تنموي حقيقي لجهة مراكش أسفي بعد الجائحة؟