أقصر رجل في المغرب بين مطرقة الإعاقة وسندان الجائحة

أقصر رجل في المغرب بين مطرقة الإعاقة وسندان الجائحة رشيد التاجي،والفليبيني جونري بالاوينج(يسارا)
أن تكون من ذوي الإحتياجات الخاصة ليس اختيارًا شخصيا، فالإعاقة كما قد تولد مع الفرد يمكنها كذلك أن تكون نتيجة حادثة سير أو مرض ما، هذه الفئة تعيش للأسف معوقات كثيرة تجعل من انخراطها في الحياة المجتمعية العادية أمرًا صعبًا، ما يجعلها تعيش عزلة وتهميشا، فبالإضافة إلى عجز السياسات الحكومية على ادماج هذه الفئة في النسيج الإجتماعي والإقتصادي، هناك كذلك نظرة المجتمع التي لا تخلو من تحقير ودونية.
 
وبالرغم من سعي العديد من مؤسسات المجتمع المدني لإعادة تأهيلهم وإدماجهم، فإننا نجد أغلبيتهم يعيشون وضعًا اجتماعيًا مأساويًا في غياب قوانين تحفظ كرامتهم وتضمن لهم الحد الأدنى من العيش الكريم .
   
رشيد التاجي من مدينة الخميسات واحد من تلك الفئة، هو أقصر رجل في المغرب حيث يبلغ طوله ثلاثة وثمانون سنتيمتر، ذاكرته ومسيرة حياته مليئة بكل أشكال المعاناة، يحلم كما يحلم باقي البشر بوطن يحترم المعاق و يضمن حقه في العيش الكريم.

يحز في نفس رشيد نظرات الحزن في عيون أفراد أسرته والإرهاق المادي الذي يسببه لهم خاصة في ظل ظروف الحجر الصحي، ومازاد من معاناته تلك الوعود التي رسمتها له السلطات والقائمون على الشأن المحلي بمدينة الخميسات، وعود بحجم وطن لكنها لم تتعدى قفة رمضانية بئيسة إن لم نقل مهينة.

في المقابل وفي بقعة جغرافية أخرى نجد نفس الإعاقة بطعم الإنسانية، فالشاب جونري بالاوينج من الفلبين أقصر رجل في العالم، يتلقى مساعدات مهمة من الدولة، بيته تحول إلى قبلة سياحية من شتى بلاد المعمور، بفضله انتعش اقتصاد مدينته، استطاع بفضل تشجيعات المسؤولين أن يكون مواطنا فاعلا كباقي المواطنين، بل أفضل من كثيرين.  

رشيد يمكننا اعتباره بطلا للمغرب لذلك من المفروض أن يحظى بالرعاية والعناية من طرف الدولة عوض أن يطلب مساعدات لا تسمن ولا تغني من جوع، رشيد وجميع ذوي الاحتياجات الخاصة لا يحتاجون إلى الظهور  في قنوات تلفزيونية أو برامج إذاعية بل يحتاجون إلى رعاية وعناية وهذا حق من الحقوق الذي تكفله الدولة، رشيد رغم قصر قامته فطموحه أطول وأكبر بكثير من تلك الخطب والعبارات التي تردد في الحملات الإنتخابية أو من تلك التجمعات التي تدعي العناية "بالمعاقين".

رشيد شاب طموح، حامل للقرآن الكريم مِن أمنياته الذهاب إلى الحج أو العمرة مع والدته التي لم تتخلى عنه  كما فعل مجلس بلدية الخميسات، كذلك يتمنى وطنا يتسع لجميع أبناءه بدون تمييز،  فمن رحم المعاناة يولد الأمل كما يقال.