المسكيني الصغير يرصد مَسرحياً الحجر الصوفي عند المتصوف ابن عربي

المسكيني الصغير يرصد مَسرحياً الحجر الصوفي عند المتصوف ابن عربي المسكيني الصغير مع رسم للشيخ محيي الدين بن عربي

على هامش الندوة الفكرية التي نظمت سابقا بجماعة بني خلوك بإقليم سطات، في موضوع "تراث وأعلام الشاوية"، وخصصت إحدى جلساتها لمحور "بني مسكين الشاوية التاريخ والمجال"، وشارك فيها الكاتب المسرحي المسكيني الصغير، بمداخلة حول "فكر محيي الدين بن عربي"، المحتفى به خلال تلك التظاهرة؛ أشار المسكيني بأنه استلهم نصا مسرحيا تحت عنوان "رجوع ابن عربي"، من خلال ما  دونه هذا القطب الصوفي إثر مروره بالمنطقة في رحلته نحو مراكش، في كتابه الشهير "الفتوحات المكية".

 

وصرح  المسكيني الصغير، آنذاك لـ "أنفاس بريس"، بأن الفكرة الرئيسية للمسرحية تتمحور حول تساؤل مقلق ظل يلازم الشيخ ابن عريي ويطرحه على نفسه عن  جدوى كتاباته وعدم رضاه عليها، وجلد ذاته ولومها، مرددا باستمرار، في هذا النص، بأنه كان عليه أن يكتب شيئا يمس الإنسان الكادح الذي يمثله في النص الحارس المسمى العربي..

 

واليوم، وفي ظل الحجر الصحي أو العزلة، تستقي "أنفاس بريس، رأي المسكيني الصغير عن مدى الحاجة إلى هذه العزلة التي كان لها عند ابن عربي مفهوم خاص.. فوافانا بهذه الشهادة:

 

"إن الحديث عن الشيخ ابن عربي، هو حديث عن قطب من أقطاب التصوف، والذي كانت له رؤى متعددة في الحياة. وتعاملي معه كمسرحي جعلني أنظر إليه، من خلال رؤية درامية، بطبيعة الحال. وهكذا من خلال النص المسرحي "رجوع ابن عريي" يخرج هذا القطب الصوفي من الصمت، يعني من المتحف الأثري العربي، ليجد أمامه الحارس الذي كان يحرس هذا المتحف واسمه  العربي.

 

ويتكلم الشيخ ابن عربي مع الحارس العربي الذي يمثل كل العرب، ويقول له :

- أنا لا أتحمل سجني بين ألواح الزجاج وفضول السياح ودعاة المعرفة؛ فهذه كتبي ومخطوطاتي ورسائلي في مخاطبة الحق والبحث عن طريق النجاة، أهديها إليك؛ ازرعها حيث تشاء لعلها تثمر في غير تراب هذه الارض.

ويجيب العربي: أنا لا أصدق...

- محيي الدين بن عربي: أنا أسرق نفسي، وعليها أقيم الحد.

- العربي الحارس: أنت ملك الناس جميعا وملك هذه الأمة.

- ابن عربي ضاحكا: عن أي أمة تتحدث.

- العربي: أأكون محظوظا لا.. أنا؟

- ابن عربي: لن أتحمل تحريضهم المشين، كرهت وجودي مطويا بين دفاتر كتب ومخطوطاتي المهترئة، أنت الوحيد من قراني وأدرك حالي ومعاناتي؛ كنت أحسك تتألم وأنت تنفض الغبار عن وجهي.

- العربي: أأحلم في واضحة النهار؟

- محيي الدين بن عربي: أتت تراني أمنحك محنتي الطويلة.

- العربي: أأقف أمام الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر، وأنت القائل: لا بد من العزلة عن الناس وإيثار الخلوة، هن الملا، فإنه على قدر بعدك عن الخلق يكون قربك من الحق ظاهرا وباطنا.

 

ويخلص المسكيني، في آخر حديثه، إلى أن هذه هي معنى العزلة عند الشيخ محيي الدين بن عربي؛ العزلة الصوفية  أو الحجر الصوفي إذا صح التعبير، والتي تتيح  للإنسان التأمل في الخلق وفي الوجود. لأنه حسب الشيخ الأكبر ابن عربي؛ على قدر بعدك من الخلق، أي من التجمع  ومن  البشر ومن الجانب المادي، يكون قربك من الحق ظاهرا وباطنا.