إدريس الكريني: إقصاء المغرب من مؤتمر برلين حول "الأزمة الليبية" ينم عن أطماع لم تعد مقنعة

إدريس الكريني: إقصاء المغرب من مؤتمر برلين حول "الأزمة الليبية" ينم عن أطماع لم تعد مقنعة إدريس الكريني

يتواصل يوم الأحد 19 يناير 2020 في العاصمة الألمانية، برلين، مؤتمر حول ليبيا، وهو المؤتمر الذي عرف إقصاء متعمدا للمملكة المغربية، بالرغم من كونها الراعي الأول والمبادر لعقد سلام بين الأطراف المتناثرة عن السلطة في هذا البلد، من خلال اتفاق الصخيرات، على بعد كلوميترات من الرباط العاصمة.

وكرد ديبلوماسي على هذا الإقصاء، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم السبت 18 يناير 2020، بلاغا، أكدت فيه أن "المملكة المغربية كانت دائما في طليعة الجهود الدولية الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية، وأنها اضطلعت بدور حاسم في إبرام اتفاقات الصخيرات، التي تشكل حتى الآن الإطار السياسي الوحيد الذي يحظى بدعم مجلس الأمن وقبول جميع الفرقاء الليبيين، من أجل تسوية الأزمة في هذا البلد المغاربي الشقيق".

 

تعليقا على هذا الإقصاء للمملكة المغربية من هذا المؤتمر، قال إدريس الكريني، أستاذ بجامعة القاضي عياض بمراكش لـ "أنفاس بريس": "إن إقصاء المغرب من هذا المؤتمر، فيه كثير من سوء التقدير، على اعتبار أن المغرب كان سباقا لاستضافة مجموعة من الفرقاء الليبيين المتصارعين، وجهود المغرب كانت واضحة وهامة، خصوصا على مستوى توفير الأجواء اللازمة ،مرورا باتفاق الصخيرات الذي مر في أجواء بناءة. وهو الاتفاق الذي  اعتبره مجلس الأمن خارطة طريق لهذا البلد المغاربي، دون أن ننسى أن المغرب لم ينقطع عن المبادرات والتصريحات التي تؤكد دائما على بلورة حل دائم في إطار احترام السيادة والوحدة الليبيتين".

 

وأكد الكريني "أن المغرب سبق أن قام بمجهودات انسانية مهمة على سبيل حل الأزمة، على مستوى استقبال عدد مهم من الجرحى والضحايا في فترات مختلفة مع الدفاع الدائم على الملف الليبي والدعوة بلورة حل توافقي بين الأطراف المتنازعة".

 

ويعتقد الدكتور إدريس الكريني "أن هذا الإقصاء ينم عن تصاعد حدة الأطماع الدولية داخل هذا البلد المغاربي وهي أطماع لم تعد مقنعة، بل أضحت علنية من قبل قوى إقليمية ودولية؛ وإذا كان هناك  أطراف يفترض بأن تكون حاضرة في تدبير الملف الليبي في الأطراف المغاربية، فهي الأطراف المغاربية، وما يجري اليوم في ليبيا من تطورات بكل تأكيد ستنعكس على المنطقة المغاربية برمتها، وخصوصا على مستوى الإشكالات  الأمنية والاجتماعية التي تتخبط فيها هذه الدولة الشقيقة".

 

وأضاف الكريني "أن عدم استدعاء المغرب أو باقي الدول المغاربية، أو التعامل مع البلدان المغاربية بصورة انتقائية، هي بداية غير موفقة، وبكل تأكيد أن المقترحات التي ستتمخض عن هذا المؤتمر ببرلين، لن تكون إلا في صالح الأطراف الدولية المتصارعة في ليبيا، وبكل تأكيد لن تكون في صالح ليبيا أو كما يرعاها الليبيون وكل الدول المغاربية"..