ثلاثة وزراء يسيرون مدنا مغربية.. ومن مكر الصدف أن هذه المدن هي التي تشهد حاليا (ومنذ مدة) ردة حقيقية وترديا رهيبا على مستوى تدبير شؤون الساكنة: نقل حضري متوقف أو معطوب، مرفق النظافة كارثي، جبايات مخزية ومداخيل متدنية، اوراش معطلة أو متوقفة بسبب أخطاء تقنية ومالية وقانونية، علاقة متشنجة بين المرتفق والإدارة الجماعية، الخ....
المدن المعنية هي: الدارالبيضاء وفاس والقنيطرة
الوزراء المعنيون هم:عبد العزيز العماري(كازا) وإدريس الأزمي (فاس) وعزيز الرباح (القنيطرة)، وهم (يا للصدفة) من أبرز قياديي الحزب الإخواني !!
هل هؤلاء الوزراء- الرؤساء هو الذين كانوا ومازالوا يخططون للمغرب علما أنهم لم يفلحوا حتى في تدبير شؤون مدينة فأحرى شؤون بلد؟!؟
في اوربا، لما يكون وزير هو العمدة لمدينة ما، نجد هذه الأخيرة تعرف انتعاشة غير مألوفة بفضل العلائق التي ينسجها الوزير العمدة مع صناع القرار مع ما يترتب عن ذلك من جلب المنافع لمدينته وبفضل ثقة الشركاء في التعامل مع المدينة التي يسيرها وزير بشكل يقود إلى تجويد العيش بالمدينة.
الأمثلة لاتعدمنا هنا، وحسبنا الاستشهاد بالنموذج الفرنسي المحبب لدى نخبتنا:
انظروا الى نموذج الوزير "دوست بلازي" الذي سير مدينة لورد بتولوز وجعلها مدينة مغرية وقطب جذب للطبقة المتوسطة الميسورة !
استلهموا من تجربة الوزير "الان جوبي" الذي رقى مدينة بوردو إلى مصافةالمدن الجميلة والمحترمة !
استحضروا تجربة الوزيرة "مارتين أوبري" التي كان لها الفضل في ردم الماضي الأسود لمناجم الفحم وجعلت مدينة ليل تدخل للقرن 21 برأس مرفوع !!
خذوا نموذج الوزير "جيرار كولومب" الذي ستبقى مدينة ليون مدينة له بالفضل طوال قرون بسبب تمكينه ليون من كل مقومات التنافس الترابي !!
فما السبب الذي جعل وزراء تلك البلدان فأل خير على المدن التي يسيرونها، فيما وزراء البيجيدي "بالموغريب" كانوا بمثابة النحس ولم يجلبوا سوى اللعنة للمدن التي يدبرونها؟!
سؤال مطروح على طاولة 53 مؤسسة جامعية بالمغرب لتوجيه طلاب سلك الدكتوراه لدراسة الظاهرة لمساعدتنا على فهم "هاذ الويل" الذي "تطلات" به البلاد منذ ربيع الزفت العربي !