بوعزة كريم: شعار رفعته جماهير الرجاء بواد زم يكشف حقيقة المدينة

بوعزة كريم: شعار رفعته جماهير الرجاء بواد زم يكشف حقيقة المدينة بوعزة كريم

الشعار الذي رفعته جماهير الرجاء البيضاوي خلال المباراة التي جمعت فريقهم بسريع وادي زم لكرة القدم بالملعب البلدي لوادي زم، يكشف واقع حال مدينة الشهداء... الشعار: "تفو على مدينة لا تيران لا كابينة"

 

إن المتتبع للشأن الرياضي بالمدينة والشأن العام بصفة عامة، يعرف تمام المعرفة أن المدينة تتراجع بشكل مهول في السنوات الأخيرة، وتفتقد ليس فقط لمراحيض بالملعب البلدي وباقي المرافق الرياضية (ملاعب القرب نموذجا)، بل لمرافق عمومية أساسية وضرورية.

 

وبالرغم من البرامج الانتخابية التي قدمها الحزب الأغلبي "حزب العدالة والتنمية" في فترة الانتخابات الجماعية منذ 2003 الى اليوم، وبرامج عمل الجماعة التي وضعها أو بالأحرى التي أنجزتها مكاتب دراسات لا تعرف مطالب المدينة وإمكانيات المجلس، فإن واقع المدينة يخبرنا أن لا شيء تحسن بالمدينة اللهم التحسن الملحوظ الذي يعرفه الحزب الأغلبي في مضاعفة عدد أصواته الانتخابية نتيجة تفريخ العديد من الجمعيات الموالية وتخصيص ميزانيات مهمة لدعم أنشطتها الخيرية والإحسانية من أجل استمالة أصوات الفئات المسحوقة والمعوزة.

 

وقد أبقانا الله حتى سمعنا وسمع العديد من أعضاء المجلس الجماعي وهم يتابعون مباراة سريع وادي زم لكرة القدم ضد فريق الرجاء البيضاوي من المنصة الشرفية للملعب البلدي لوادي زم، وكل متتبعي البطولة الوطنية، شعار القرن 21 الذي كشف حقيقة المدينة، والتي كانت تدعى بالأمس القريب لدى الفرنسيين "باريس الصغيرة"، فلا إضاءة باريس ولا طرقاتها ولا حتى مراحيضها أنشئت، بل ضاع حلم الفرنسيين وتشوهت خريطة المدينة عمرانيا وكأنها عاشت أو تعيش دمارا شاملا وما هو في الأصل إلا ضعف في التسيير والتدبير العمومي المبني على النتائج...

 

شعار كشف عن فشل المجلس الجماعي المسير للمدينة، وضرب عرض الحائط تاريخ وبسالة سكانها أمام المستعمر الفرنسي إبان فترة الحماية، وأكد بالملموس أن استمرار تسيير الحزب الأغلبي لـ 30 سنة أخرى، لن يحقق ما تصبو اليه ساكنة المدينة وشبابها وحتى زوارها الموسميين...

 

ورجوعا للمرافق الضرورية والأساسية، فجلها غائبة وأخرى متوقفة وما تبقى أصبحت مرافق مهترئة لا تعدو كونها أصبحت مجرد بنايات لا تصلح لشيء، فلا دار الثقافة اكتملت ولا دار الشباب أعيد تأهيلها وإصلاح مرافقها الصحية وإنارتها وخشبتها، ولا حتى ملاعب القرب شيدت بطريقة تليق بشباب الأحياء، أما الكنيسة باعتبارها معلمة دينية يمكن أن تجلب السياحة فذاك كلام آخر، وأقل ما يمكن أن نقول عليها أنهم شوهوا منظرها...

 

وأمام هذا الواقع المأساوي لمدينة الشهداء الذي نعيشه بشكل يومي، نقدم اعتذارنا لجماهير الرجاء البيضاوي وباقي جماهير الفرق الوطنية التي تواجه فريق المدينة ومتنفسها الوحيد بالملعب البلدي للمدينة، على غياب المراحيض داخل الملعب البلدي وخارجه، ونعبر عن أسفنا لواقع حال المدينة الذي لا يسر أبناءها قبل زوارها، وندعو في نفس الوقت الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي إلى مراجعة مواقفهم من التسيير الأحادي والبحث عن توافقات مع الأحزاب السياسية الممثلة بالمجلس وأطر المدينة ومثقفيها لما فيه خير للمدينة وساكنتها...

 

- بوعزة كريم، باحث في القانون العام ومهتم بشأن مدينة وادي زم