حرصا من مصالح الأمن الوطني على ضمان سلامة مستعملي الطريق، وتخفيض مؤشرات الحوادث على الطرق داخل المدار الحضري، فقد اعتمدت شرطة السير والجولان جملة من التدابير الأمنية الكفيلة بتدعيم إجراءات المراقبة المرورية، وتنظيم حركية السير والجولان في مختلف المدارات والمسالك الطرقية، وهو ما أفضى لتسجيل مجموعة من المؤشرات والنتائج الدّالة في مجال الأمن الطرقي.
ففي المظهر العام لإجراءات السلامة المرورية، تؤكد المقارنة المنجزة بين شهر أكتوبر المنصرم ونفس الشهر من السنة المنصرمة وجود ارتفاع ملحوظ في كل المؤشرات الإحصائية، إذ بلغ عدد المركبات التي تم ضبطها مخالفة لقانون السير 219.422 مركبة بزيادة ناهزت حوالي 30 بالمائة، بينما تزايد عدد محاضر مخالفات السير المحررة بأكثر من 11 بالمائة، والغرامات الصلحية الإجمالية التي تم تحصيلها بأكثر من 35 بالمائة، والمبالغ المالية المستخلصة لفائدة خزينة الدولة بما يناهز 32 بالمائة.
وفي تحليل نوعي لهذه المؤشرات الرقمية، يلاحظ أن مخالفة عدم احترام السرعة المحددة التي تم رصدها بواسطة رادار مراقبة السرعة هي الأكثر تسجيلا، حيث بلغت خلال شهر أكتوبر المنصرم 47.185 مخالفة من بينها 2.096 تمت معاينتها ليلا، مسجلة بذلك ارتفاعا كبيرا ناهز 407 بالمائة في عدد المخالفات المسجلة وبأكثر من 521 بالمائة في عدد المحاضر المحررة والمحالة على النيابة العامة، وذلك مقارنة مع نفس الفترة من السنة المنصرمة.
وفي المرتبة الثانية، تأتي مخالفات عدم حمل خوذة الرأس أثناء سياقة الدراجات بمختلف أنواعها، والتي بلغت الشهر المنصرم 18.226 مخالفة أي بنسبة 8,31 بالمائة، متبوعة باستعمال الهاتف المحمول أثناء السياقة (% 83 ، 3)، وعدم احترام إشارة الضوء الأحمر (% 70 ، 3)، وعدم وضع حزام السلامة (% 17 ، 3)، وعدم احترام علامة قف (% 87 ، 2)، وعدم احترام أسبقية اليمين (% 02 ، 2)، والسياقة في الاتجاه الممنوع (% 30 ، 1)...الخ.
أما عمليات المراقبة المرورية لمكافحة السياقة تحت تأثير حالة السكر باستعمال آليات قياس نسبة الكحول المنبعث من الفم، فقد بلغ عدد السائقين الخاضعين لهذا الإجراء 8.275 سائقا، أي بنسبة ناهزت 120 بالمائة، في حين بلغ عدد الاختبارات الإيجابية 467 فحصا، وعدد الأشخاص المحالين على العدالة 384 شخصا، وعدد المركبات المودعة بالمحجز البلدي 375 مركبة.
أما بخصوص اختبارات مستوى الكحول التي باشرتها مصالح حوادث السير خلال معالجتها لمحاضر حوادث السير المرتكبة، فقد بلغت 797 اختبارا، أي حوالي 10 بالمائة من إجمالي الاختبارات المنجزة في إطار الأمن الطرقي، وقد تبين أن 180 منها كان إيجابيا وكشفت عن تورط السائقين في ارتكاب حوادث سير نتيجة حالة السكر.
وبخصوص المخالفات المرتبطة بالحالة الميكانيكية للمركبات، فقد عاينت مصالح السير والجولان التابعة للأمن الوطني خلال شهر أكتوبر الفارط 2.657 مخالفة، همّت بالأساس 1.135 شاحنة، و147 حافلة، و1.375 سيارة نفعية، وتنوعت هذه المخالفات ما بين انعدام الفحص التقني، والعجلات المطاطية المتآكلة، وانعدام الإضاءة، والحمولة الزائدة في الوزن والعدد حسب طبيعة المركبة، وعدم التوفر على تجهيزات السلامة اللازمة، علاوة على خلل في كوابح الفرامل وغيرها.
وبالنسبة لمخالفات الوقوف في الأمكنة المخصصة لسيارات نقل الأموال والودائع، الموجودة أمام الوكالات البنكية، فقد بلغت خلال شهر أكتوبر المنصرم 1.611 مخالفة، بينما بلغ عدد المركبات المودعة بالمحجز البلدي 530 مركبة مقارنة مع 457 مركبة خلال شهر أكتوبر من السنة المنصرمة.
وفي الشق المتعلق بحوادث السير البدنية، فتؤكد المقارنة المنجزة بين شهري أكتوبر من السنة الجارية والمنصرمة تسجيل انخفاض ملحوظ في عدد قتلى حوادث السير بحوالي 26 بالمائة، إذ بلغ العدد 74 قتيلا مقارنة مع 100 في نفس الشهر من السنة المنصرمة، من ضمنهم 28 راجلا، و29 من مستعملي الدراجات النارية ومرافقيهم، وسبعة كانوا يستعملون الدراجات الهوائية.
وتراهن مصالح الأمن الوطني من خلال الكشف عن هذه المعطيات الإحصائية بشأن إجراءات السلامة المرورية وحصيلة حوادث السير، توطيد مقاربتها التواصلية مع الرأي العام، وإطلاع عموم المواطنين على مختلف الإجراءات والتدابير المعتمدة لضمان سلامة مستعملي الطريق، فضلا عن التحسيس والتوعية بمخاطر حوادث السير والممارسات غير السليمة أثناء السياقة.