بنسليمان.. ما الفائدة من إحداث ملاعب للقرب دون مراحيض ومستودعات للملابس؟

بنسليمان.. ما الفائدة من إحداث ملاعب للقرب دون مراحيض ومستودعات للملابس؟ صورة من الأرشيف

لا يجادل أي أحد في الدور الهام الذي أصبحت تكتسيه ملاعب القرب وفق نهجها العصري، والتي أتت كبديل لملاعب فرق الأحياء التي كانت فضاءاتها في فترات تاريخية سابقة هي المشتل الحقيقي لإنجاب المواهب الكروية.. لكن بسبب تنامي العمران، تم مسح هذه الملاعب بشكل كلي. وبهدف ملء هذا الفراغ تم إطلاق برنامج وطني منذ عقد من الزمن حمل اسم "ملاعب القرب"، يتم إحداثها وفق مجموعة من الشراكات (مجالس العمالات والبلديات ووزارة الشبيبة والرياضة والعمالات...).

 

وهكذا استفادت مدينة بنسليمان من هذا البرنامج، إلا أنه لم يحقق الأهداف المرجوة منه، لكون جانب التسيير يبقى هو الإشكال الحقيقي، مع العلم أن هناك مجموعة من الكفاءات الرياضية التي تؤطر عشرات الأطفال، ولا تجد السند المادي اللازم، في حين أن الدعم المادي ظل يوزع على الأقارب والمعارف.

 

في ظل اتساع رقعة الفضاءات المرتبطة بملاعب القرب، تم إحداث أربعة ملاعب جديدة بحي القدس ببنسليمان، وذلك منذ شهر يوليوز 2019 وتم تدشينها بمناسبة عيد العرش. إلا أن هذه الملاعب مازالت مغلقة إلى اليوم بسبب عدم وضع برنامج هام لمن يسير هذه الملاعب وكيفية تسييرها وجانب تمويلها المادي.

 

ليس هذا هو الإشكال الوحيد المطروح أمام هذه الملاعب، بل هناك مشكل جوهري، يجعل هذه الملاعب من دون دور فعال ما لم يتم الإسراع إلى إحداث مستودعات للملابس تتوفر على مراحيض وماء يتم تشغيله وفق تجهيزات عصرية من أجل استحمام المستفيدين من الحصص التدريبية أو المنافسات المنظمة.

 

إن غياب هذه التجهيزات الضرورية (مراحيض ومستودعات للملابس) يجعل هذه الملاعب تعاني من خلل كبير في الدور الأساسي الذي أحدثت من أجله، والمتمثل في خدمة شريحة هامة من الأطفال وشباب المدينة. فالرياضيون بمدينة بنسليمان يتساءلون: كيف تم تدشين ملاعب غير مكتملة المتطلبات اللازمة؟ وعلى أي مسؤول  أشرف على إنجاز هذه الملاعب أن يستشعر كيف ابنه يستفيد من حصص رياضية من ملعب عاري الجوانب، ولا يتوفر ولو على مخزن صغير لوضع حقيبته الرياضية؟

 

إنه العبث في إحداث مشاريع غير مكتملة المتطلبات.