احزموا الأمتعة.. سنقلع إلى مصحة العين كاليفورنيا!!

احزموا الأمتعة.. سنقلع إلى مصحة العين كاليفورنيا!! مصحة العين كاليفورنيا
وتستمر الحكاية…
حكاية طبيب يتحدّى نفسه قبل إن يتحدّى الآخرين. منذ 15 سنة مع افتتاح مصحة العين أنوال كان بريق التحدّي يلمع في عينيه، كان يبطن حزنا دفينا لا يريده أن يخرج من صدره. يكتم غضبا "صامتا" وهو يتلقى أولى "الطّعنات"، ومن رجال يحملون قنابل موقوتة لنسف أول مصحة عيون بالدارالبيضاء. مشروع لم يرق كثيرا لكوماندو لا يتكلم إلا لغة "التخريب". لكن الدكتور شهبي ظل صامدا وظلت مصحة العين أنوال صامدة طوال هذه السنوات. لم تكن فقط مصحة بجدران وأبواب وزجاج، بل مشتلا "إنسانيا". الذبن مروا من هذا المكان هم الذين يعرفون قيمته.. المرضى الذين أزيلت تلك "الغشاوات" البيضاء من عيونهم هم من يعرفون أن هذا المكان هو "معبد" وليس مجرد "مصحة" مثل ما هو مكتوب في الواجهة الخارجية وفي الوصفات الطبية وفي الوثائق الرسمية. 
هي "مشتل" لأنها تسقى بالحب والوفاء والتضحية. ولا يوجد ثمن أغلى من "التضحية"، ولا توجد قيمة أثمن من "الوفاء"، ولا يوازي "الحب" أي إحساس آخر. هذا هو الخليط و"الوصفة السرية" لنجاح مشروع الدكتور محمد شهبي.
وهو يجمع حقائب السفر ليركب سفينة "حلم" آخر، لأنّ "القلب" يبحث عن سماء أرحب، وحياة فسيحة، و"بستان" أخضر للعيون. كان هذا السفر إلى "مصحة كاليفورنيا" سفرا "اضطراريا"، ورهانا يتحدى به محمد شهبي نفسه من جديد. والوفاء لحبيبته الأولى هو ما جعله يقطع "نذرا" على نفسه بأن تكون مصحة العين-أنوال ملاذا "روحيا"، وتكون "معبدا". فأنا لا أرى أمامي "طبيبا" للعيون، بل "ناسكا" متعبّدا في "محراب" العيون. طبيب آخر يفكر بلغة الأرقام والأموال والأرباح، يفكر في "خيانة" مصحة العبن-أنوال.. يبيعها أو ينسفها بالديناميت ليبني عمارة أو مركزا تجاريا أو مطعما فاخرا. لكنه يعرف ما قيمة الوفاء، ويعرف أكثر أنّ "المعابد" تبنى ولا تهدم. هذا المكان ام يكن مجرد بداية ونقطة انطلاق، بل "مخزن" للذكريات، وسماء زرقاء تسبح فيها الأرواح النبيلة.
من "أنوال" إلى "كاليفورنيا" هي رحلة "ذهاب" و"إياب".. جسر هو الأكثر الجسور ثباتا وصلابة في حياة محمد شهبي.
نقطة انطلاقة جديدة بمصحة العين-كاليفورنا، لكنها انطلاقة مثقلة بالذكريات الحزينة والسعيدة. انطلاقة بعنوان الوفاء إلى روح نور الدين كرم "الممنوع من النسيان". سيظل نور الدين حيّاً حتى في مصحة العين-كاليفورنيا. هناك أسماء مرت من مصحة العين-أنوال ليس من السّهل نسيانها أو محوها، بل هي جزء ملتصق بالذاكرة. في مصحة العين-كاليفورنيا كتب الدكتور محمد شهبي رسالة "وفاء" لروح نور الدين كرم، لا شكّ أنّه قرأ الرسالة وابتسم ابتسامته الشفافة. لذا من الصعب أن أنظر إلى مصحة العين-كاليفورنيا كما ينظر إليها الآخرون مشروعا استثماريا في قطاع الصحة، لا.. أراها بنظرة محمد شهبي التي لا تخطئ الفراسة.. "جنّة" للعيون. هو الذي ينظر إليها كعروس، كقطعة من قلبه.. هو الذي بناها بشوق وانتشاء.. هو الذي نحتها مثل ما ينحت جوهرة.. هو الذي يعرف أكثر من الآخرين كيف تصنع "الجواهر" بالحب والصبر والوفاء والسخاء.
الحياة تدب اليوم في مصحة العين-كاليفورنيا، وكتاب يدوّن فيه الدكتور محمد شهبي قصة جديدة من مسلسل طبيب مغرم بالعيون فوق عتبة الجنون.
فاحزموا الأمتعة، سنقلع إلى مصحة العين- كاليفورنيا!!