هذا ما وقع بإقليم أسا الزاك في شتنبر 2019. إذ ان حجرة بغلاف مالي تافه قدره 12 مليون سنتيم يرتاح فيها الطبيب بالمستشفى الإقليمي بأسا، تطلب عقد شراكة بين عمالة الإقليم والمجلس الإقليمي لأسا الزاك والوكالة الوطنية لتنمية الواحات، مع ما يترتب عن ذلك من عقد اجتماعات وطبع أطنان من الأوراق وإرسال الملفات لوزارات: الداخلية والصحة والفلاحة والمالية والخزينة العامة والوكالة الحضرية ومفتشية التعمير.
وحتى "تكتمل الباهية" ، فقد حركت الحكومة ماكينتها الضخمة لتدشين هذه الحجرة.إذ حج للمستشفى الإقليمي لتدشين مركز الاستقبال(من أربع حجرات ومطبخ بغلاف إجمالي 46 مليون سنتيم!) كل من عامل الإقليم والمدير الجهوي للصحة بجهة كلميم، ورئيس المجلس الإقليمي لأسا وجيش من المنتخبين والأطر التقنية والإدارية التابعة لوزارات الداخلية والصحة والمالية والوكالة الوطنية لتنمية الواحات، مع ما يستتبع ذلك من تسخير مئات من قوات الأمن (مخازنية وشرطة ودرك ) لتأمين تنقل الوفد للإشراف على هذا الإنجاز الخارق !
لا ينبغي أن يفهم من كلامنا أننا نقلل من قيمة ووجاهة تمكين مستشفى أسا الزاك( أو مستشفيات المغرب الأخرى) من حجرات وغرف يرتاح فيها الأطباء والممرضون لاسترجاع أنفاسهم لمباشرة مهامهم .