مطلقة وام لطفلين وتعيش في كنف والديها، تشتغل في البيوت للتغلب على تكاليف مصاريف أبنائها ومتطلباتها الشخصية، تلك هي وضعية الخادمة التي كانت تشتغل ببيت المهندس الزراعي والأستاذة نادية بمدينة سيدي سليمان، وباعتبارها كانت هي أول من عاين المشهد المأسوي لحادث وجود جثة الأستاذة والحالة الحرجة التي كان عليها المهندس بعد محاولة قتل نفسه، فإنها تحدثت لممثلى الإعلام في بداية الأمر عن علاقتها بمشغليها وقالت "بكل صدق إن علاقتي بهما كانت متميزة يسودها التحترام الكبير، وبشكل خاص مع نادية أستاذة السلك الثاني بإحدى ثانويات مدينة سيدي سليمان، فكانت تقدر ظروفي الاجتماعية الصعبة وتمد لي يد المساعدة بشكل كبير، وزوجها هو الآخر كان إنسانا هادئا، ولم لم في سلوكه أي تصرف غير سليم، كانت العلاقة بينهما عادية وليست هناك أية مشاكل تثير الانتباه".
وبخصوص صدمتها عقب فتح باب مشغليها يوم وقوع الجريمة، تحدثت قائلة "إن مشغلتي نادية كانت تضع في ثقة كبيرة، وتمنحني مفتاح المنزل، حيث كلما وصلت المنزل أدخل عبر المفتاح الذي أتوفر عليه، وفي تلك الصبيحة وفي حدود العاشرة صباحا، صعدت درج العمارة وبمجرد فتحي باب الشقة وجدت بركة من الدماء والأستاذة نادية مقتولة، وبدون تردد أصبحت أصيح بأعلى صوتي كالمجنونة طالبة النجدة من الجيران، حيث هب عشرات منهم إلى باب الشقة وتم إخبار رجال الأمن الذين حضروا لعين المكان وقاموا بالمتعين، بما في ذلك حمل الأستاذة لقسم الأموات، وحمل المهندس للمستشفى، لكونه كان بين الموت والحياة في تلك اللحظة".
وفي ما يخص تعليقها على هذا الحدث المأساوي تحدثت الخادمة قائلة "أحمد الله أن الزوج بقي على قيد الحياة، فلو فارق الحياة لكنت في قفص الاتهام، وحينذاك كيف يمكن لي تبرئة نفسي. وبالمناسبة أشكر رجال الأمن الذين تعاملوا معي معاملة حسنة، ولم أتنفس الصعداء إلا بعد سماعي اعتراف الزوج بقتله زوجته الأستاذة".
وحول حالتها النفسية قالت الخادمة "مازلت لم أخرج من هول الصدمة، كنت قريبة من الجنون، لقد تم عرضي على طبيب مختص في طب النفس من أجل مساعدتي على تجاوز محنتي النفسية، أصبحت لا أنام إلا بعد تناول الأقراص، هذه أقدار الله تعالى وإنني أطلب من الله الرحمة والمغفرة للأستاذة نادية التي كانت ذات أخلاق عالية وسلوك قويم".