والأفظع في هذا الطارئ، كما جاء في يومية "الصباح"، أن مقترفه تجاوز سن الخمسين بست سنوات، فيما ضحيته طفلة لا يتعدى عمرها التسع سنوات. ومع ذلك، سال لعاب النزوة من لسان هذا العامل في مجال النظافة ليتعقب البراءة وهي تقصد مرحاض الضريح. وقتها كان الترصد ومنه هتك العرض عبر لمس أعضائها الحساسة، بل والتجرؤ على تقبيلها دون أي وازع ديني أو أخلاقي، ولولا تدخل الصدف لفضح فعلته، لربما كان مقابل ذلك هو الكتمان والتستر المشجع على ممارسة المزيد من قبيل هذا الجرم. أما عن سيناريو الكشف، وفق المصدر عينه، فكان من خلال شعور أهل الصبية بتأخرها، وفوات المدة الإفتراضية لقضاء حاجتها. الأمر الذي دفع بشقيقها إلى محاولة تفقد أخته ليصدم بها وهي بين مخالب الجاني في وضع رهيب. وبتصرف تلقائي نادى على باقي أقربائه لمعاينة المشهد المروع، ومن ثمة إخبار رجال الأمن. وبدورهم، لم يجد الأمنيون بدا من تسليم الموقوف الذي اعترف بالمنسوب إليه، إلى الوكيل العام لمحكمة الإستئناف، قبل أن يصر القاضي على إيداعه سجن سلا، وتحديد يوم الـ12 من شهر أكتوبر المقبل موعدا لاستنطاقه. وذلك في ظل رفض الأسرة التنازل للمتهم، عل ما سيناله من جزاء يكون ردعا له أولا، ولباقي أمثاله من ذوي الضمائر المريضة بعده. هي إذن واقعة تأتي على بعد أيام قليلة من نشر فيديو فتاة الحافلة، وكذا نازلة حمار سيدي قاسم، علما أن ما خفي أعظم. مما لا يستدعي فقط طرح الأسئلة، وإنما الإلتفات للإجابة على أي نوع صار يصنف بعض أبناء هذا المجتمع، حتى لا نقول المحسوبين عليه. لأنهم، وفي كل الأحوال، ولدوا فيه وكبروا بين عاداته ودينه وأعرافه. وفي الأخير تبقى يدك منك ولو شُلت، ومن اللازم، اليوم قبل الغد، تجاوز الموضوع إلى ما هو أعمق، وليس كمجرد فضيحة تُنشر أو خبر يذاع.