تأكد بما لا يدع مجالا للشك، ووفق تكهنات "أنفاس بريس"، أن جهة الدار البيضاء سطات تزخر بالفرسان والخيول، ومازالت قادرة على تبوؤ المكانة الخاصة في فن التبوريدة، واحتلال الصفوف المتقدمة في ترتيب منافسات الفروسية التقليدية بمعرض الفرس بمدينة الجديدة التي أضحت عاصمة للفرس بدون منازع.
بمجرد أن انطلقت ساعة الصفر للإعلان على بداية منافسات سلسلة عروض فن التبوريدة يو الجمعة 19 أكتوبر 2018، حتى انطلقت معها تصفيقات وهتافات الجمهور الذي اكتظت به كل كراسي مدرج المحرك وممراته بالجديدة..
جمهور مهووس، عاشق حد الثمالة لتراث التبوريدة، لم تمنعه زخات المطر، وقطع مسافة 8 كلم من الجديدة نحو المعرض.
جمهور تفاعل مع جمالية لوحات سربات الخيل التي استطاع فرسانها أن يظهروا بالمظهر اللائق أمام الحكام، وأمام ضيوف الجمعية المنظمة والجامعة الملكية المغربية للفروسية وشركاء صالون الفرس، بألبستهم التقليدية، ومستلزمات الركوب على صهوات الخيول المكسوة بأروع السروج.
جمهور يقف احتراما وتقديرا لفرسان أشاوس مثلوا كل جهات المملكة، وبرعوا في محاورة سنابك الخيل بلغة الأجداد، وهم يمدون مواسير لمكاحل لإطلاق البارود في عنان السماء معلنين بداية العد العكسي للتنافس.
لقد لا حظ الجمهور والمتتبعون بأن الجامعة الملكية المغربية للفروسية قد أسقطت من لعب البارود والخيل عدة "حركات" كانت تعد من أروع طقوس وعادات وتقاليد الركوب، مثل التسريبة والكرنة والخرطة والتشميسة... واقتصر التحكيم على تنقيط الهدة، والتدريجة والزي وجودة الخيول ثم الطلقة.
نتائج يوم الجمعة 19 أكتوبر 2018 أكدت مجددا أن سربات جهة الدار البيضاء سطات حاضرة بقوة وجودة الأداء، حيث لم يترك لمقدم البشير ماهير (مشرع بن عبو) وكتيبة فرسانه الفرصة تمر أثناء عروضه الثلاثة دون أن يستقطب الجمهور للصياح فرحا والتصفيق انبهارا بمنجزه الرائع، الذي بوأه المرتبة الأولى بمجموع 67,00 نقطة. أما بخصوص سربة لمقدم توفيق الناصري (مدينة سطات) فقد نزلت إلى الصف الثاني بمجموع 64,50 نقطة، حيث لم يحالفه الحظ للحفاظ على الرتبة الأولى. وكانت المفاجأة السارة للجمهور الدكالي، الذي تابع عرض التبوريدة بكثافة ولم يبخل بتشجيعاته لسربة المقدم أحمد حيلي (العونات) الذي تسلق عن جدارة واستحقاق للرتبة الثالثة بمجموع 63,80 نقطة.