بدل أن يعترف سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية، بفشل الحكومة في توفير المقاعد الكافية بالمعاهد الهندسية العليا والكليات المتخصصة (الطب والصيدلة مثلا) لاستقبال الطلبة الناجحين في الباكالوريا، بادر الوزير إلى توجيه مراسلة إلى عمداء كليات الطب والصيدلة والعلوم التقنية ومدارس تكوين المهندسين، يمنع بموجبها على هذه المؤسسات استقبال الطلبة المغاربة الذين يودون الانتقال من جامعة أجنبية لاستكمال دراستهم بالمغرب.
وبرر الوزير قرار الحكومة بالحرص على مبدأ: "الاستحقاق" و"التفوق" !!!
ومعلوم أن تزايد أعداد التلاميذ بالباكالوريا في العقود الأخيرة لم يواكبه أي مجهود مالي وبيداغوجي من طرف الحكومة لإنجاز المعاهد العليا والكليات وتخريج الأساتذة وتجهيز الأجنحة العلمية بالمعدات.
وكحيلة لغربلة التلاميذ وضرب مبدأ تكافؤ الفرص وحرمان آلاف التلاميذ من الحق في استكمال تعليمهم حسب ميولاتهم، لجأت الحكومة إلى رفع جنوني لسقف معدل القبول بالمعاهد والكليات التقنية بسبب قلة المقاعد، لدرجة أن المعدل وصل في بعض الأحيان إلى 17 أو أكثر ببعض المسالك التكوينية، وهو شيء غير مقبول نهائيا. والحال أن دولا مصنعة أحسن منا علما وتدبيرا ونجاعة، وأفضل منا بكثير في إنتاج براءات الاختراع، لا تضع هذه الحواجز الوهمية أمام التلاميذ المتفوقين في الباكالوريا.
أمام فشل الحكومات المغربية في تدبير الملف، اضطر الآلاف من الآباء إلى "قطع شرايينهم" لتمويل تعليم أبنائهم الجامعي بدول أخرى تمنح فرصا لهم للتسجيل بمعاهد الهندسة أو الطب .
وبدل أن يخجل الوزير أمزازي ويطلب الاعتذار -باسم الحكومة- عن تقاعسه وتقاعس حكومته في هذا الباب، نراه يهرب إلى الأمام بإرسال رسالة مذلة إلى عمداء الكليات ومدراء المعاهد العليا يمنع فيها أبناء المغاربة الذين تابعوا دراستهم العليا بالخارج من إمكانية الانتقال للمغرب.
وأسفاه!