حضر التيار الاشتراكي الثوري الحزب لمحاسبة قادة التيار اليميني بقيادة حافظ الأسد وتم فيه بالإجماع إقالة الأخير مع رئيس الأركان اللواء الركن مصطفى طلاس من منصبيهما. لكنهما لم ينصاعا للقرار وكانا يعملان من أجل تنفيذ انقلاب تم في 16 فبراير 1970، حيث زجا بقادة التيار في السجن، الأتاسي قضى فيه 22 سنة ومرض بالسرطان وأطلق سراحه وسافر للعلاج بفرنسا ولكن توفي بعد أسبوع تقريبا لكون المرض تفشى في كل جسمه. صلاح جديد مات في السجن، يوسف زعين أفرج عنه في 1981 وكان مريضا بعد أن أصيب بالسرطان، فسافر إلى بريطانيا ثم إلى السويد للعلاج، حيث أجريت له عملية جراحية، وبعد شفائه بقي في السويد وهناك توفي في شهر يناير من هذه السنة 2016.
للعلم فقط التيار الذي ساعد حزبنا على التدريب في الزبداني هو التيار الذي انقلب عليه حافظ الأسد وهو الانقلاب الذي حصل ونحن ما نزال في سوريا. وكان التيار لا يحبذ خلق منظمة فلسطينية تابعة للدولة السورية ولهذا كان التدخل العسكري السوري في الاردن دعما للعاصفة التي كانت العمود الفقري للتواجد العسكري الفلسطيني في الاردن والعاصفة هي تنظيم تابع لفتح. كل مناضلينا بعد الانقلاب رفضوا بشكل قاطع الالتحاق بالتنظيم الفلسطيني المرتبط بالسلطة فإما تم الالتحاق بالعاصفة أو بالجبهة. ولم يكن وضعنا بعد الانقلاب كوضعنا قبله، والتفاصيل كثيرة، فلنعد للموضوع السوري، الآن في هذه الظروف نحن في حزب الطليعة لا نتخذ قراراتنا انطلاقا مما تعرضنا له تاريخيا أو من ضغائن أو مصالح حزبية ولا أعتقد أن هناك حزبا سياسيا مغربيا، وربما حزبا عربيا أساء له حافظ الأسد بالقدر الذي أساء لنا، ولكن نحن لا نبني قراراتنا على الاساءات ضدنا، القرار يتخذ أخذا بعين الاعتبار المصالح الأساسية للطبقات الكادحة ومن قراءة موضوعية لدور الامبريالية والرجعية وما يرميان إليه في تنفيذ حلقات الاستراتيجية الكبرى للامبريالة وما يكملها من حلقات تقوم بها الرجعية.
تيار الأتاسي ما يزال حيا وهو يطلق على نفسه حزب البعث الاشتراكي الديمقراطي الثوري ومقره المركزي في الجزائر، ما هو موقفه مما يجري في سوريا الآن؟
في 2011 انخرط في الانتفاضة بكل قواه، مع تصاعد الدعوة إلى العسكرة وقف ضد ذلك وطالب بالحفاظ على سلمية الانتفاضة لماذا ؟ عندما حصل الانقلاب في 1970 كان ما يزال قويا داخل سوريا وكان يمكن أن يحمل السلاح ولكنه لم يفعل لأن ذلك كان انتحارا، الشعب السوري فئات وطوائف وإثنيات متعددة عانت كلها مع الأتراك ومع الفرنسين وقبل ذلك مع عدة حضارات لا يمكن لأي سوري أن يحمل سلاحا إلا إذا أرغم على ذلك، بعد ذلك بدأت الاسلحة الفردية تظهر مع المسيرات بدعوى مضحكة هي حماية المسيرة، وما أن لاحت بوادر التدخل الأجنبي وأمواج الغرباء تدخل من تركيا والأردن ولبنان حتى وقف التيار ضد التدخل الأجنبي، ولكنه لم يستطع وقف الامواج، الآن هو ضمن المعارضة وصوته ضعيف لا يسمعه لا هذا الجانب ولا ذاك.
نحن في حزب الطليعة لسنا مجبرين على التماهي مع هذا التيار ولا مع أي كان في سوريا، هناك مبادئ أساسية استخلصتها الثورات المتعددة .