وربما من حسن حظه أو سوء قدره، أن شددت الأنفاس الأخيرة للسنة الجارية الضغط على رئيس الحكومة، لتجبره على إعلان يوم الخميس 15 دجنبر 2016 تاريخا لرفع الراية البيضاء، راية الاستسلام، وعلم الاعتراف بالهزيمة المدوية وإن كانت بعنوان "عطيت حماري". إذ وبعد العديد من الخرجات التي ساقها في تجاه "الوضع تحت السيطرة"، وأن حكومة رحم الغيب موعودة بـ"العام الزين"، وجد نفسه حبيس خيار واحد لا ثان له، وهو عقد مجلس للحكومة لغرض تدارس مشروع فتح الاعتمادات اللازمة لسير المرافق العمومية، وأيضا مرسوم استخلاص بعض الموارد عن السنة المالية 2017. وهي السنة التي شهد شاهد من أهلها على كونها ستستهل بـ"الديباناج" وترقيع "التسلاك". وعليه، فإن كان ما وقع قد وقع ونحن على مشارف نقطة الانطلاق، يبقى كل الخوف أن ينسحب مثل "... من الخيمة خرج مايل" على هذه البداية العرجاء، ويرسم لمسار متعثر على مدى خمس سنوات بالتمام والكمال, خاصة وأن رئيس الحكومة سيكون قد تخلص من عقدة الاعتراف بالفشل، واعتاد النوم في العسل. طالما أن كل سوابقه تؤكد على أن "واعرة غير البدية".