محمد بولامي: لهذا انهارت استراتيجية رهان اليسار على الأعيان

محمد بولامي: لهذا انهارت استراتيجية رهان اليسار على الأعيان

اعتبر محمد بولامي، قيادي بالحزب الإشتراكي الموحد، وإن بصيغة ضمنية، تحول اليسار من اعتماده على الأعيان إلى الطبقات الاجتماعية المشكلة للعمال والأجراء في دعم كتلته الناخبة، مسألة تحصيل حاصل. موضحا أن المعلوم عن الأعيان كونهم دائمي الجري وراء مصالحهم الخاصة، ولا يعنيهم في ذلك هذا الحزب أو ذاك. بمعنى أينما وجدت قيم مضافة لهم وجدوا، وأينما غابت احتجبوا. وأضاف بولامي من خلال تدوينة له على صفحته الفايسبوكية، أن الأعيان مثل الطيور المهاجرة التي كلما ساء الجو رحلت، وهذا ما يفسر موقفهم الحالي مع اليسار، كما يعكس التراجع الذي آلت إليه نتائج اليساريين. وهذه تدوينة بولامي كما نشرها:

"منذ نهاية التسعينات راهنت بعض أحزاب اليسار على الأعيان لتوسيع قاعدتها الانتخابية والرفع من عدد مقاعدها بالبرلمان، وتحول الأعيان إلى قوة انتخابية في المؤسسات المنتخبة كممثلين لليسار. وأصبحوا قوة حاسمة في الهيئات المقررة لأحزاب اليسار.

استبدلت أحزاب اليسار تلك إستراتيجية النضال الديمقراطي بتنظيم الطبقات الاجتماعية من عمال وموظفين وأجراء بمختلف مواقعهم والارتكاز عليها كرافعة وقوة جماهيرية للوصول إلى المؤسسات المنتخبة، باستراتيجية الاعتماد على الأعيان لكسب الرهان الانتخابي. وتحول الأعيان إلى وسطاء بين الحزب اليساري والمواطنين. كما تحول الأعيان إلى الممثلين الحقيقيين للحزب داخل المؤسسات المنتخبة. استراتيجية الرهان على الأعيان رافقتها التضحية باستراتيجية النضال الديمقراطي في بعده الشعبي.

ليس للأعيان حزب محدد. وحزب الأعيان هو الحزب الذي يضمن لهم مصالحهم الأنانية، وهي مصالح تتناقض مع مصالح الطبقات الشعبية، ومع محاربة الفساد وإلغاء اقتصاد الريع، ومع العدالة الضريبية، وتتعارض مع الفكر الديمقراطي والاقتصاد الليبيرالي والمنافسة الحرة. لامباديء  لأولئك الأعيان سوى من يضمن ويحمي لهم مصالحهم. وعند ما تصبح السفينة التي ابحروا فوقها مهددة بالعواصف يغادرونها في تجاه ميناء آمن.

غادر الأعيان الأحزاب اليسارية. فكانت النتيجة الانتخابية الحالية.ا نتهى الحمل الاصطناعي. وانهارت استراتيجية الرهان على الأعيان. هذا هو الدرس الثمين الذي نتعلمه من تجربة شعبنا الحزبية.".