وانت تتفرج على الأحزاب المغربية الآن في ظل الأخبار المسرب و المعلن منها حول تشكيل الحكومة لا يمكنك إلا ان تعلنها صراحة : *احزابنا المغربية جميعها قد ماتت في الصمت، دَفنت إيديولوجياتها في الخوف وتحللت شعاراتها ومبادؤها و تحولت إلى رماد يتطاير مع الرياح،لم يبقى لهم إلا شراء الذمم وتوزيع الهدايا وتخدير العقول وتهدئة الأعصاب بالشعارات القديمة والأحجية البالية العقيمة. * أحزابنا منها من أصبح يسبح بحمد ظالميها ويحج إلى كعبة محتقريها ويتوسلون بالدموع لأولياء مفسديها لمنحهم بقايا فتات يجود به من يسبحون في الدولة العميقة ،فلن تراهم إلا ركّعا سجّدا يبتغون مرضاة السلطان دون سواه من الوطن . *أحزابنا منها من يتقن فقط خطاب لعنة الصفوف ويدعي أنه وحده الحق ودونه الرياء،ينحت بيته في الجدار هاربا من الشمس والهواء ...الأطفال والنساء... الحب والحياة،وتراه يدعي ان في الهروب تكمن الكياسة ليعلنها مدوية :اللعنة على الجميع بما فيهم السياسة. *أحزابنا منها من يتقن فقط فن توزيع التهم :تهم الخيانة والعمالة وترويج الأكاذيب والشائعات الرنانة وسرقة الأفكار والبرامج دون خجل أو ندامة،فالفكر والنخبة والإنتاج والتأطير والتواصل والنضال كل أصبح في خبر كان. *أحزابنا منها من يلعب فقط دور البهلوان للترفيه وإسعاد السلطان من أجل نيل الوسام بالسخرية من واقعنا المشرئبة له الأبدان.فلا حسيب ولا رقيب مادام للولاء حفل وموعد سنوي وحده الدليل على الطاعة والوطنيةوالإيمان. *أحزابنا منها من تجمدت أفكارها وتحنطت أعمالها،ورغم ذلك لازالت تعتقد نفسها المركز والبقية في فلكها يسبحون،انها هي الدهاء والذكاء وغيره مجرد غباء لا يفقه شيئا في ثقافة الإغراء او الإفتاء. فلا تتفاجأوا غدا إذا ازداد عدد أنصار المقاطعة.وإن تم إعلان وفاة أحزابنا فلا غرابة،فالنجاح السياسي لا يتأتى بفنون الخطابة،أو بالعنتريات التي لن تقتل ذبابة أو بالطبل والبندير والربابة ،أو " بالتقلاز من تحت الجلابة"