المرشح الذي كان يتقدم استطلاعات الرأي الان جيبي لم يحقق إلا 28.6 في المائة،والرئيس الفرنسي السابق لم يحقق هو الاخر الا 20.6 في المائة و الذي اقصي بشكل لم يكن منتظرا و قرر مغادر حلبة الصراع منهزما لكن هذه المرة بهزيمة وسط عائلته السياسية بعد هزيمة في الانتخابات الرئاسية امام فرنسوا هولند سنة 2012وهو ما يعني نهايته السياسية وربما اعتزاله السياسية بشكل نهائي، الان جيبي رئيس الحكومة السابق و المرشح الذي كان يتقدم على الجميع في استطلاعات الرأي في الانتخابات التمهيدية جاء في الرتبة الثانية.وحسب معلومات تسربت من المقربين للمرشح الدوغولي فانه تردد كثيرا وكان يريد مغادرة حلبة الصراع قبل اجراء الدور الثاني لصالح خصمه قبل ان يعلن عن مشاركته في الدور الثاني و بشكل متأخرا ليلة اعلان النتائج. هذه النتائج التي فاجأت الجميع والتي تضع استطلاعات الرأي الفرنسية في المحك وكذلك الاعلام حيث ان الجميع لم يتوقع هذا الفوز القوي والواضح وبنسبة كبيرة من النقط تجاوزت 16 نقطة وهو فارق كبير عن المرتبة الثانية هو ما يضع علامات استفهام كبيرة حول مؤسسات الاستطلاع وما يعزز هذا الشك ما وقع بالانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة الامريكية و التي كانت مفاجأة كبيرة هي الأخرى وأدت الى الفوز الكبير لدونلد ترامب بشكل فاجأ الجميع ولم تتوقعه استطلاعات الرأي واغلب الصحف الامريكية والعالمية. الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط افرزت فوزا لفيون بنسبة كبيرة متفوقا بفارق16 نقطة على الان جيبي وهو ما يؤهلهما الى الدور الثاني للانتخابات التمهيدية من اجل اختيار مرشح اليمين والوسط وهو المرشح الذي من المرجح ان يفوز بالانتخابات الأولية,وآلات المرتبة التالثة الى نيكولا ساركوزي الذي اعلن مغادرة الحياة السياسية.ورغم ان الاستطلاعات الرأي كانت تعطيه مؤهلا لدور الثاني فان التعبئة التي كانت ضده في الأيام الأخيرة سواء داخل اليمين نفسه او الوسط و اليسار انتهت بإقصائه حيث ركز انظار الجميع حوله فقد هاجم الوسط في شخص فرنسوا بايرو والتحالف الممكن له مع الان جيبي،وهاجم رجال التعليم بفرنسا، كما هاجم الإسلام والمهاجرين من اجل الظفر بأصوات اليمين المتصلب بعائلته السياسية وكذلك اليمين المتطرف لكن أصوات هذه الفئة اختارت كبديل عنه فرنسوا فيون.كما ان الارقم تتحدث عن 12 في المائة من ناخبي اليسار التي شاركت في هذه الانتخابات الأولية وشاركت من اجل اقصائه من هذه الانتخابات التمهيدية. ما ميز هذه الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط هو المشاركة المكثفة والتي تجاوزت الانتخابات التمهيدية التي نظمها اليسار سنة 2012 وذلك بمشاركة وصلت الى حدود4 ملايين مشارك. نيكولا ساركوزي اعلن بعد فشله في هذه المعركة وانه سيغادر الحياة السياسية سوف يصوت على فرنسوا فيون والذي اعتبره الأقرب الى برنامجه والى الأفكار التي يدافع عليها، وفي كلمة وداعه دعى الفرنسيين لعدم التصويت على المتطرفين اثناء الانتخابات المقبلة. الأنظار اليوم تتوجه الى الدور الثاني من هذه الانتخابات، وبعد تردد قرر جيبي المشاركة في الدور الثاني، لكن كيف يمكنه تجاوز هذا الفارق ب16 نقطة مع فرنسوا فيون في 5 أيام وهي عمر الحملة الانتخابية قبل ادور الثاني وتجاوز فارق 600 الف صوت في ظرف وجير وهي التساؤلات المطروحة على فريق الان جيبي من اجل الظفر بمنصف ممثل اليمين والوسط بالانتخابات الرئاسية بفرنسا. فرنسوا فيون الذي فجأ الجميع ليس جديدا على الساحة السياسة الفرنسية، فقد كان رئيسا لحكومة نيكولا ساركوزي والذي تحول فيما بعد الى خصم له في صراع من اجل الظفر بقيادة الحزب. وفيون يمثل داخل عائلته التيار الليبرالي المحافظ على المستوى الاقتصادي، احد المقربين من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند لم يتردد ، بعد اعلان فوزه في الانتخابات التمهيدية لليمين والوسط، في وصفه " بتاتشر الفرنسي" والذي يهدد بتكسير الخدمة العمومية التي تتميز بها فرنسا في حالة نجاحه واقتصاد 110 مليار أورو من المصاريف العمومية وحذف 500 الف منصب شغل بالقطاع العام ورفع سن التقاعد الى 65 سنة،اصلاح نظام الوظيفة العمومية ورفع ساعات العمل بها وقد اعلن العودة الى العمل 39 ساعة بدل 35 ساعة في حالة نجاحه في الانتخابات الرئاسية.كما انه يعتبر محافظا في موقفه من الإصلاحات التي تخص المجتمع وكان ضد قانون "الزواج للجميع" الذي اقره اليسار الفرنسي.وصرح انه لن يحذفه بل عبر عن معارضته لتبني الأطفال والولادة الاصطناعية بالنسبة لهذه الفئات من المجتمع. هذا الفوز المفاجأ لفرنسوا فيون قلب كل المعادلة السياسية وسط اليمين واليسار ، الكل كان ينتظر نيكولا ساركوزي او الان جيبي لكن فوز فيون يقلب كل الموازن ويطرح مشاكل للخصوم، الرجل ليس له مشاكل مع القضاء، وينتمي الى فرنسا العميقة ويدعم الحركات الكاتوليكية وله مواقف قريبة من اليمين المتطرف في بعض القضايا الاجتماعية والسياسية.وهو ما يطرح مشاكل متعددة لمارين لوبين مرشحة اليمين المتطرف. كان فرنسوا فيون هو اول من دعى الى هذه الانتخابات التمهيدية داخل عائلة اليمين والوسط مند 4 سنوات والتي لم يكن مؤيدة من طرف عدة منافسين له مثل نيكولا ساركوزي. وفيما يخص سياسته الخارجية فقد اكذ انه يريد الحوار مع بوتين وروسيا والتي لا يمكن تجاهلها كبلد اوربي كبير ولا يخفي صداقته برئيس روسيا والتي تعود الى الفترة التي كان فيها الرجلين رئيسي حكومة ببلديهما، وفيما يخص الوضع بسوريا فقد صرح انه مع دعم نظام بشار مؤقتا لمواجهة تنظيم داعش،ويدعو الى تحالف مع ايران وروسيا لمواجهة تنظيم داعش أيضا وهو ما يطرح تساؤلات حول سياسية فرنسا بالشرق الأوسط في حالة فوزه بهذه الانتخابات الرئاسية المقبلة ل7 ماي من سنة 2017 اما فيما يخص السياسة الاوربية فان رئيس الحكومة السابق هو مع "اوربا الدول" حيث تحترم اوربا السيادة الفرنسية، وهو ما يعني استمرار اوربا على شكلها الحالي وهو تحالف لدول دون ان تتخلى على سيادتها لبروكسيل وللمندوبية الاوربية.