بعد ما عاد بنتيجة التعادل صفر لمثله من فرانس فيل أمام منتخب الغابون، تنتظر المنتخب الوطني، اليوم السبت، مباراة هامة بالملعب الكبير بمراكش، أمام منتخب كوت ديفوار، متصدر المجموعة الثالثة، من أجل وضع قطار النخبة على السكة المؤدية إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
وعلى الرغم من صعوبة المواجهة، سيدخل أسود الأطلس هذا اللقاء بمعنويات مرتفعة، بعد البداية المتوازنة أمام منتخب الغابون، من خلال التحسن الملحوظ في الأداء الجماعي والاندفاع البدني، فضلا عن الأداء الفردي لعناصر النخبة الوطنية، وعينهم على نقاط المباراة، التي سيمهد الحصول عليها الطريق للذهاب بعيدا في مشوار هذه الاقصائيات، وسيكون للعامل النفسي دور هام وحاسم أمام المنتخب الايفواري، المنتشي بفوزه بميدانه على نظيره المالي (3-1) برسم الجولة الأولى من التصفيات، إذ يتمثل التحدي الكبير المطروح على المجموعة الوطنية في امتصاص حماس المنافس، الذي يريد تأكيد بدايته الجيدة في هذه الإقصائيات.
فسيتعين على المنتخب الوطني فرض أسلوب لعبه، والعمل على السيطرة على وسط الملعب للحيلولة دون تمكين الفريق الخصم من اكتساب الثقة في النفس، علما بأن عاملي الأرض والجمهور سيكونان في صالح النخبة الوطنية.
وتحسبا لهذه المباراة، اختار الناخب الوطني، الفرنسي هيرفي رونار، على العموم، الاحتفاظ بأغلبية الأسماء التي خاصت المباريات السابقة، الشيء الذي يؤشر على نوع من الاستقرار في تشكيلة المجموعة الوطنية، مع بعض التغييرات، كعودة المهدي بنعطية لاعب يوفنتوس الايطالي وزهير فضال لاعب ديبورتيفو ألافيس الإسباني مع استمرار تسجيل بعض الغيابات الوازنة في صفوف النخبة الوطنية.
فبالإضافة إلى يوسف العربي وأشرف لزعر ونبيل درار، سيغيب أيضا عن لقاء مراكش كريم الأحمدي، الذي ستتراوح فترة غيابه بين أسبوعين وثلاثة أسابيع، بحسب طبيب المنتخب الوطني، عبد الرزاق هيفتي، حيث تم تعويضه بعمر القادوري لاعب نابولي الإيطالي، بينما تحوم الشكوك حول مشاركة حكيم زياش بداعي الإصابة، دائما وفق إفادة الدكتور هيفتي في فيديو نشر على الموقع الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
وفي المقابل يسجل حضور ثلاثة لاعبين من البطولة الوطنية الاحترافية، هم اسماعيل الحداد وأمين عطوشي لاعبا الوداد البيضاوي، ووليد أزارو لاعب الدفاع الحسني الجديدي.
وبما أن الفريق الوطني حافظ على نفس التركيبة البشرية تقريبا، فمن المتوقع أن يبدأ أسود الأطلس من حيث انتهوا أمام الغابون، أي إظهار روح معنوية عالية، وعزيمة قوية، والانضباط نفسه، والمحافظة على تماسك مختلف خطوط المجموعة، خصوصا على مستوى الدفاع ووسط الميدان.
في حين يبقى العمل الكبير الذي ينبغي القيام به هو ذلك المرتبط بالخط الامامي، الذي يعاني من مشكل الفعالية، وإهدار الفرص السانحة للتهديف، وهو ما حرم المنتخب الوطني من نقاط ثمينة في لقاءاته الأخيرة خارج الميدان، وآخرها أمام الغابون، حيث لم يتم استغلال المساحات والفراغات التي تركها الفريق المنافس.
وإذا ما تم أخد الظروف التي أحاطت بمباراة الغابون، بعين الاعتبار، سواء تعلق الأمر بصعوبة الطقس وسوء أرضية الملعب، فإن أسود الأطلس يمكنهم الاستفادة من عامل اللعب على أرضية يعرفونها جيدا وأمام جماهيرهم من أجل تطبيق الخطط التكتيكية التي من شأنها أن تحد من خطورة الفريق المنافس.
وتحضيرا لمباراة كوت ديفوار، اختار الناخب الوطني الدخول في تربص إعدادي، منذ يوم الاثنين الماضي، بالملعب الكبير بمراكش، في انتظار اللقاء الحاسم أمام كوت ديفوار، والذي ستليه مباراة إعدادية أمام منتخب الطوغو يوم 15 نونبر الجاري.
أما المنتخب الايفواري فقد دخل بدوره في تجمع إعدادي بإسبانيا، مند الاثنين الماضي، قبل الانتقال إلى مدينة لانس الفرنسية من أجل التحضير لمواجهة منتخب الديكة وديا.
وعن المجموعة نفسها، سيستقبل منتخب مالي نظيره الغابوني، بعد غد السبت أيضا، بباماكو، من أجل تجاوز هزيمته في الجولة الأولى أمام "فيلة" كوت ديفوار.