الرسالة الثامنة
عزيزتي شمس النساء زهرة الشوك الفضي :
ليس كل ما يُقال عن حقبة أو لحظة زمنية يُدل عليها ، لذالك يجب أن يقع كل هذا وفق الدراسة و المُسألة لأن كل مرحلة هنالك شيء دفين أو هامشي لاعتبارات متنوعة لسنا في حاجة لإثباتها اعتباطا ، بل تُحدد بمسؤولية الوعي من خلال التجربة .
كما أن هذه اللحظات الزمنية هي نتيجة نهائية أي حصيلة " إرادة " بشكل أساس تُعطينا اهتماما في قراءة التاريخ بمقاييس هذه التجربة ، قد تُرتكب أخطاء في التفسير و التأويل لكنها عابرة فالاعتراف بها هي الحقائق الوحيدة الثابتة ، فالذي يصنع التاريخ لا يتحدث عن صناعته ، بمعنى أن الحقائق في الزمن الذي مضى هو تصحيح المغالطات بها من الهفوات لكونها ليس بالأمر الشاذ ، فالإنسان بطبعيه لديه مخيلة تعج بالتصورات و هذا هو الانعكاس لواقع الحياة كما يرها و هو أيضا موقف انساني لا يمكن تجريده فيجب ربطه بالحقائق من خلال تجربته الذاتية او من خلال التاريخ بعصرها عصرا لاستخراج ما يُوائم لباس تصوره المركزي ، و في حالة ثبت أنها ناقصة فليدفعها الى الكمال أو ان اكتشف فرقها الشاسع فيجب " البحث عن صيغة أخرى " .. ؟
عزيزتي ، لا تصرخين في وجهي البائس لأني لا أتوهم ، إني أفترض و الافتراض نفسه مفترض و أنت تقعين ضمنها قد تكون متحققة و قد لا تكون .. ؟
لست امامك ، لا تفهمين ما أقول ...إذن كل شيء كما هو ..هويتك استيراد اللذة بالمادة .. ؟
إني انام بعنف شديد ، لا تجيبي عن الاستفهام فالأمر لا يعنيك ..
لقد انكسر الأفق ...ماذا تقولين .. القصد من " البحث عن صيغة أخرى " .. ؟
البواعث كلها واحدة و إن اختلف مسلكها وشكلها عزيزتي ، فلست حيادي بين الايمان و القطائع بل هما معا لأنهما طريق تغيير الحياة و بنائها بأسس متوازنة التي تتماشى مع الانسانية ، إنها منهج و مبادئ في الحياة لأغراض تطوير الروح المعبرة عن فكر و تاريخ و قراءة أحداثه وفق تجربة عميقة مرتبطة من بطون المحبة تستند الى الانتماء ، الى الانسانية .. فلو كانت امتدادات أخرى التي تُقر بغير هذه الحقائق ، فهي إذن " الصيغة الأخرى " الاصطناعية الملتحمة بسوء الفهم التي تشد الى بنية جسدية خاوية الروح تستنسخ و مستنسخة من نزعة " الحيوان ".
لكن ، مسرور لأنك هنا قبل أن يعلن الضوء عودته من جديد ...اتدرين ...أنت حقيقة أخرى لوجه أخر ..!