يحتفل الشعب المغربي هذا اليوم بالذكرى الواحدة والأربعون لاسترجاع الأقاليم الجنوبية، كان من المفروض أن يكون لهذا التاريخ دلالات عميقة لمغاربة العالم ويلتزموا في أكبر تظاهرة ليعبروا للشعب الدنماركي أن قضية الصحراء هي قضية مصير لكل المغاربة في الداخل والخارج، الجمعيات التي تعتبر نفسها نشيطة ومنخرطة في النضال لحماية مصالح المغرب في هذا البلد غائبة.
لا أعتقد بأن هناك من اتخذ مبادرة لجمع المغاربة في هذه المناسبة، والذين اتهمونا بالأمس بخدام الدولة وبالإنتهازيين لا لشيء سوى أننا اتخذنا مبادرة لتنظيم وقفة احتجاجية أمام القاعة حيث نظم لقاء احتضن الإنفصالية أميناتو حيدر.
لم نقصي أحدا من المشاركة بل دعونا الجميع للقاء تحضيري وفتحنا الباب أمام الجميع لإبداء وجهة نظره وللمساهمة في إنجاح الوقفة، تغيبوا ولم يبرروا سبب غيابهم، وبعد الوقفة سمعنا ما لم نسمعه ظلما وعدوانا، لم يتحركوا لتنظيم أي نشاط بهذه المناسبة.
تساءلنا في حينها عن أسباب غيابهم في التحضير في الوقفة، ولماذا كان الحضور ضعيفا، فوجدنا أن الوقت غير مناسب صباحا، وغالبية مغاربة الدنمارك يتوجهون لعملهم وبعض الذين حضروا طلبوا رخصة من مشغليهم ومنهم من هو متقاعد وله مايكفي من الوقت لدعم أي نشاط بحس وطني عال.
إن الذين انتقدوا تنظيم الوقفة لم يعطونا بديلا، ولم ينظموا أي نشاط في هذه المناسبة الغالية، وهم الأجدر بالإحتفال بهذا اليوم، ماداموا كما قالوا ينحدرون من الأقاليم الجنوبية.
الذين شاركوا جمعية "النسيم" السنة الماضية في إبراز جزء من الثقافة الشرقية حرموا من استغلال الفضاءات الجامعية لتنظيم الأنشطة بسبب الطرق الدنيئة التي استعملوها السنة الماضية، وبالتالي ممارسة العمل السياسي والجمعوي في غياب الأخلاق، يأتي بنتائج عكسية وماخفي أعظم.
وأعتقد أن مستقبل القضية الوطنية في الدنمارك في ظل التشرذم والصراعات القائمة حول الزعامة ستكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل القضية الوطنية ما لم تأت مبادرات جديدة لتجاوز كل هذه الإكراهات.
وموعدنا مرة أخرى في الذكرى الثانية والأربعون للمسيرة ونحن نجتر نفس الكلام إذا بقيت نفس العناصر تضرب بعضها البعض وتصارع على الزعامة.