"أنفاس بريس" تكشف الأسرار الحقيقية لانخفاض أسعار السردين بالحسيمة

"أنفاس بريس" تكشف الأسرار الحقيقية لانخفاض أسعار السردين بالحسيمة

لم يكن لتراجع أسعار سمك السردين من نحو 20 درهما إلى 7 دراهم بالحسيمة، أن يمر دون تسجيل العديد من الستاؤلات حول خلفية هذا التحول. كما لم يرض غير تصدر نقاشات كثيرة إن بأسواق المنطقة أو الشارع الريفي والمغربي عموما، خاصة وأنه تزامن مع الأيام القليلة الموالية لمقتل محسن فكري.

 وفي هذا الصدد أوضحت مصادر "أنفاس بريس" من داخل مهنيي الصيد البحري بالمدينة أن السبب يعود بالأساس إلى تصريح مراكب الصيد بكامل الكمية المصطادة الذي لم يكن يحدث في السابق، حيث كانت بعض مراكب السردين لا تصرح بالمفرغات كاملة وتحول نسبة كبيرة الى السوق خارج اطارها القانوني، ويتم عرض كمية قليلة للتداول بسوق السمك بالجملة التابع للمكتب الوطني للصيد.

ويشرح مصدر نقابي من داخل قطاع الصيد البحري عملية التهريب التي تتورط فيها مافيا التهريب بالمنطقة، قائلا بأن مركبا للصيد يصطاد مثلا حوالي1000  صندوق من الأسماك السطحية، ثم يصرح فقط بـ 70 صندوقا لدى مصالح المراقبة، يتم عرضها في سوق البيع بالجملة بمزاد علني، ولأن منطق السوق يفرض أنه عندما يشح العرض يرتفع الطلب، الأمر الذي ينعكس على ثمن الأسماك في السوق، فإن 930 صندوقا سيتم بيعها بنفس ثمن 70 صندوقا في السوق بعد البيع الاول للمستهلك.

وللتذكير فقط فـ930  صندوق معفية من الضرائب والرسوم، وقيمتها لن يعرفها إلا ربان المركب ورب المركب، فيما يحتسب للبحارة من حصيص واقتطاعات الصناديق الاجتماعية، فقط ما يمر عبر عملية البيع داخل سوق السمك بالجملة. بمعنى أن مافيا التهريب، تضيف مصادر "أنفاس بريس"، كانت تنهب الثروة السمكية وتجني من التهريب أموالا طائلة، كما أنها كانت تخدع ساكنة الحسيمة والمصطافين والسياح والبحارة الصغار، الذين عاشوا لسنين على ضحية جشع المهربين، بتواطؤ مع بعض مهنيي الصيد البحري من أرباب المراكب، وهو ما يجعل استهلاك سردين الحسيمة كان لا ينخفض عن ثمن 30 الى 40 درهما، وثمن شواية السردين 50 درهم.

وكما سبقت الإشارة، فإن سعر السردين تدنى لمستويات غير مسبوقة، مباشرة بعد حادث محسن فكري، حيث بلغ ثمن 7 دراهم للكيلوغرام الواحد، وهو الذي كان في السابق لا ينزل عن 20 درهما بل يصل أحيانا إلى 50 درهما لاسيما في فصل الصيف وشهر رمضان.