من خلال تتبع الأخبار المتعلقة بتشكيل الحكومة يتبين أن جميع الأحزاب تريد الدخول للحكومة باستثناء البام لأسباب باتت معروفة وبناء عليه هناك شبه فراغ في المعارضة، ويبدو أن فدرالية اليسار من خلال النتائج التي حصلت عليها (مقعدين) يستحيل عليها تقنيا مواجهة اختيارات الحكومة المقبلة وإسقاطها سواء في الغرفة الأولى أو الثانية، لكن عوضا عن ذلك يمكنها فعل الكثير على المدى المتوسط في علاقتها بقطاع عريض من الرأي العام، أي الرهان على الإلتحام بالمعارضة الغير مؤسساتية من التي ستضرر حتما من الإختيارات النيوليبيرالية لحكومة ذات توجهات يمينية ذات نقط ضعف كثيرة يمكن استغلالها بذكاء... لأنه طبيعي ان واحد النهار الناس سيملون من حزب العدالة والتنمية في إطار واحد الداروينية سياسية جاري بها العمل في جميع الديموقراطيات.
- ولكي تستطيع الفدرالية تعزيز حضورها لدى أوسع قطاع من الرأي العام واستثمار ذلك سياسيا خلال الإنتخابات المقبلة في حال لم تحصل بالبلاد مفاجآت غير متوقعة، عليها أن تسارع في تقديري إلى القيام بعدة خطوات أقترح بعضها فيما يلي:
-1- حل المشاكل التنظيمية الكثيرة التي تتخبط فيها على المستوى المركزي (المؤتمرات + وضعية الأعضاء بالمكاتب السياسية + احترام الديموقراطية الداخلية شكلا ومضمونا) والأهم من يجب على القيادة المركزية الخروج من الرباط والنزول للفروع من أجل هيكلة اكبر عدد ممكن من الفروع جهويا ومحليا عوض إهدار الوقت كاملا في الحديث للمواقع الإليكترونية بالرباط وكازا.
-2- إحداث خلية تفكير من أجل البحث عن السبل الممكنة من أجل خلق أذرع جمعوية محليا تهتم أساسا بتقديم الخدمات الإجتماعية بالإضافة إلى التأطير، خصوصا وأن هناك فعاليات كثيرة مستعدة للعمل التطوعي وتبحث فقط عن الصيغة لتقديم المساعدة (ex القوافل الطبية + دعم تمدرس لصالح الفئات الهشة، أي نشاط ذو بعد اجتماعي هدفه إنساني، وفي نفس الوقت تعبوي اتجاه مشروع كبير يسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من العدالة الإجتماعية ...إلخ...
-3- التقليل من الخروج الإعلامي بمناسبة وبغير مناسبة لأن التنظيم لن يتقوى فقط بكثرة الفيديوهات على اليوتوب بل أيضا من خلال خطة للعمل الميداني داخل المغرب العميق + كما أنه يستحسن أن لا يقتصر الحضور الإعلامي على وجوه بعينها حتى لا يتم اختزال التنظيم في أشخاص بعينهم حتى لا نسقط في معادلة الشخص هو التنظيم والتنظيم هو الشخص، لأنه في حال وقوع المحظور من قبل البعض كتكون الأضرار خفيفة (شي واحد يكون محط إجماع وتقدير كبيرين مثلا ويبيع الماتش، مما يؤدي إلى الكفر بالتنظيم، أما في حال كان ولاء الناس للتنظيم فلا خوف عليه ولا هم يحزنون).
-4- التفكير بجدية في خلق أسبوعية تصدر بانتظام + موقع إلكتروني يدار باحترافية.
-5- تنظيم محطات دورية مركزيا من أجل التقويم والتقييم والقيام بالنقذ الذاتي وتقبله بدون تشنج بين المكونات أفرادا وتنظيمات.
-6- التركيز بقوة على بعض الملفات والتي تشكل نقط ضعف بالنسبة للحكومة المقبلة خاصة التعليم العمومي + خدمات الصحة العومية + الريع خصوصا وأن نسبة كبيرة جدا من الناس الذين يقاطعون الإنتخابات يعود إلى امتعاضهم من الطبقة السياسية التي تسعى فقط إلى تحقيق الترقي الإجتماعي عبر العمل السياسي. وبهذه المناسبة حكت لي صديقة هذه القصة: التقت بأستاذ جامعي للدراسات الإسلامية صرح لها بأنه لم يصوت خلال انتخابات 7 اكتوبر، وعندما سألته لماذا يقاطع الإنتخابات: أجابها سأصوت عندما لا يصير العمل السياسي وسيلة للترقي الإجتماعي / زعما يوليو البرلمانيين والوزراء ديالنا بحال ديال الدول الإسكندنافية الذين يحتفضون بتذاكر المطاعم حتى يقدمونها للجهات التي تصرف لهم تعويضاتهم من أجل أخد التعويض بشكل يحترم الحكامة الصارمة للمال العام.
-7- تعزيز التواصل والحوار مع جميع القوى التي قاطعت الإنتخابات والبحث عن الأهداف المشتركة وتقويتها وتبديد أسباب سوء الفهم من أجل خلق جبهة للمعارضة على أمل استرجاع المبادرة.
-8- التحلي بالمرونة والنسبية النسبية لأنها تقينا من العمى الإيديولوجي.
- لي بغا يدير السياسة بصح خاصو يخرج من محور الرباط / كازا / وإلا مكاينش بحال هادشي الحل هو شي بوديموس في نسخة مغربية.
- هذه بعض الملاحظات فقط حيت ندور حتا نعيا ونرجع نهدر فالسياسة لأنها الوسيلة الوحيدة لتفادي الحرب الأهلية.