القاص شكيب عبد الحميد: لا يمكن لحزب اليسار أن يتقدم جحافل المرتزقة وأشباه المثقفين والدجالين

القاص شكيب عبد الحميد: لا يمكن لحزب اليسار أن يتقدم جحافل المرتزقة وأشباه المثقفين والدجالين

اعتزل المثقف الميدان منذ سنوات، نظرا لانتكاسات عديدة.. ونظرا لأنه لم يجد الساحة تساعد على العمل.. الميدان موبوء، والسياسات التمييعية بدأت منذ عهد البصري والنظام الحاكم.. الشيء الذي دفع بالمثقف الحقيقي أن ينكمش رغم أنفه لأنه وجد نفسه وحيدا وسط جيش، أقول جيش من المرتزقة وأشباه المثقفين والانتهازيين والمدسوسين لشل حركة المثقف العضوي بالخصوص.. وأمام زحف توصيات النظام العالمي الجديد ووصايا صندوق الدولي أصبح الفكر والمثقف والإنسان المغربي مكبلا.. ومع مجيء ما يسمى بالربيع العربي اختلطت الأوراق وأجهض كل فكر تقدمي وتنويري وزرعت الأشباح في جميع الدول العربية الدواعش أول هذه الأشباح. وزحفت التيارات الإسلاموية بفضل أموال البترول وانتشار القنوات الفضائية التي تخدم أجندة أمريكا. أما المثقف المغربي الذي ساند حزب اليسار، والذي حصل على الرتبة الأخيرة، فالنتيجة منطقية لأن الحزب مكون من مناضلين أتوا من بيت ممزق..

اليسار عليه أن يرتب بيته أولا.. وأعلن هذه الحقيقة وأنا جد متأسف على الوضع الذي وصلت إليه الأسرة التقدمية.. انشقاقات وجروح في الجسم الواحد.. لا يمكن لحزب اليسار أن يتقدم جحافل المرتزقة وأشباه المثقفين والدجالين وهو لم يكون قاعدة صلبة أولا ثم يجمع شمل التقدميين ويواكب التطورات الداخلية والخارجية.. بعدها يمكن أن يقول كلمته..

المثقف المغربي غريب اليوم لأنه ترك الساحة وتشردم وانقسم أشلاء لا يمكن بها أن تقوم له قائمة.. المطلوب اليوم هو توحيد الأفكار والتقارب في الأهداف والاختلاف البناء لا التشردم.

وأخيرا يجب أن نتواصل مع الرواد.. كعبد الله العروي والسياسيين القدماء الرواد أقصد، ونمد الجسر مع المفكرين العرب الذين ما زالوا على قيد الحياة. ويبقى هذا مجرد رأي قابل للنقاش.