يزيد بركة: اسمعوني أنتم.. أنا لا أريد أن أسمع أحدا

يزيد بركة: اسمعوني أنتم.. أنا لا أريد أن أسمع أحدا

لم يبق إلا ثلاثة أيام على توقف الحملة، ويمكن القول من الآن وبدون مبالغة أن الحكومة بقيادة رئيسها، نجحت في إفشال النقاش العام حول أهداف وخطط البرامج الانتخابية. طوال مساري السياسي سواء لما كنت أقاطع الانتخابات أو لما أشارك فيها كان من يتولى الشأن العام ولو كان غارقا في يمينيته يتحلى بشيء من الخجل ورد من خلال خطبه وتدخلاته وتصريحاته على الكثير من النقاط التي تشغل الرأي العام في التشغيل والتعليم والصحة.. كانت الزرواطة هي سيدة الموقف ولكن كان شيء من النقاش، اليوم لا أرى اليوم من طرف الحكومة إلا الزرواطة وهناك إرادة واضحة حتى يتم إقبار النقاش العام العلني.

لا أقصد طبعا شرح وتبليغ المواطنات والمواطنين ما يحتويه برنامج كل حزب من حي إلى حي ومن دوار إلى دوار ولا ما تحمله الخطب والمهرجانات، لأن هذا ليس نقاشا حيث يغلب عليه الإنصات. بل أقصد بالنقاش العام العلني المناظرات عبر الإعلام العمومي والجدال حول الأرقام في الشغل وفي التمويل وفي المديونية وفي التعليم وفي الصحة... وحول تدقيق بوصلة التنمية، وحول التربة السياسية التي نتحرك فيها... وحتى الشرح والتبليغ فلم ينجح فيه إلا من كان يحمل هم الحاضر والمستقبل وقادر على أن يشرح البرنامج لأنه ساهم في بلورته وليس من يوزع الأوراق من منطلق القيام بخدمة مؤدى عنها.

لقد حاول رئيس الحكومة أن يشق طريقا خاصا به يشغل به الناس طوال أيام الحملة، وهو أن المشكل الكبير هو مجموعة من الموظفين في الديوان الملكي مدفوعا بأطراف من الدولة نفسها تنافس الموظفين وتنعتهم بأنهم صغار لا يفهمون شيئا في السياسة وقد أفقدوا للدولة هيبتها.. أي بصريح العبارة سياسة طاغية في الحملة وهذا جيد ولكن سياسة تفيد فقط من يريد أن يغير موظفين بآخرين ويبقى الهيكل المخزني كما هو، وأنا أعتقد أن الهيكل الذي يريده رئيس الحكومة هيكل أكثر استبدادا وغلوا. لما فشلت المحاولة لم يجد رئيس الحكومة إلا أن يفشل النقاش. لقد كانت هناك فرصة ولكن أضاعها ليس كما يقول لأنه لا يريد أن يرى وجوها، بل لأنه لا يريد أن يناقش قضايا محددة. لا تريدون أن أتحدث في السياسية التي أريدها، فليكن أنا أيضا لن أرد عن أي سؤال من الأسئلة الملحة المطروحة. إن الوجوه التي سيتوجه إليها والتي ستراه هي وجوه المواطنين والمواطنات والصحافيين والمثقفين... وليس فلان أو علان يريد أن يشغلنا بهم. ولهذا اختار أن يتكلم لوحده لأن وسيلة الخطاب من مهرجان ليس إلا كلاما من جانب واحد.. اسمعوني فقط.. أنا لا أريد أن أسمع أحدا.. ما ترفضونه لن أتكلم فيه الآن.. سأتكلم بعد الانتخابات إذا فزت وأقول لكم أيها المغرضون تقولون إن الشعب لا يريد سياسة الأسعار في الشغل والتعليم والصحة والمالية والمديونية... ها هو الشعب أيدني وقال لي سر على بركة الله.. إنها طريقة كل عتاة الدكتاتوريين في فهم الديمقراطية وتصريفها وممارستها.