الأحزاب السياسية تستمر كذلك في تهميش وإقصاء مغاربة العالم من اهتماماتها باستثناء إشارات تبناها حزب الإتحاد الإشتراكي لم ترق لتطلعات مناضليه في الخارج،خلو برامج الأحزاب السياسية من السياسات التي من الممكن أن تنهجها في المستقبل لتدبير ملف الهجرة ومشاكله وإقناع خمسة ملايين مغربي بضرورة الحفاظ على علاقتهم ببلدهم والمساهمة في تنميته ،بل التمسك بضرورة استمرار مسلسل الإصلاح السياسي وتفعيل بنود دستور 2011بدون تأخير لأن التحولات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط والمغرب العربي تفرض الإسراع في تطبيق هذه الإصلاحات . سكان الدنمارك خمسة ملايين ونصف، المغرب ثمانية وثلاثون مليون ،عدد الأحزاب السياسية في الدنمارك لم يتجاوز الثمانية بينما بلغ في المغرب ،أربعة وثلاثون حزبا ،الصراع يحتد في الغالب في الدنمارك بين قطبين ،الحمر يقوده الحزب الإشتراكي الديمقراطي ويتكون من تحالف أحزاب اليسار في المقابل تتكتل أحزاب الزرق اليمين واليمين المتطرف في صف واحد اهتمامات الفريقين معا تنصب حول السياسات العمومية لكنها لا تخلو من موقف الأحزاب من علاقتها بدول الإتحاد الأروبي وفي العديد من الأحيان مواقفها من قضايا عديدة في العالم طبيعة الصراع في الشرق الأوسط التكتل يكون في الغالب سهل لتشكيل حكومة متجانسة . بالمقابل تغيب المواقف الواضحة في برامج الأحزاب السياسية المغربية من قضايا خارجية ،ويتم التركيز على نظرة الأحزاب في السياسات التي ترغب في نهجها فيما يخص التعليم والصحة ،وتسعى في أغلبها دغدغة الناخبين وإقناعهم للتصويت عليها في انتظار تحقيق توافق بين أحزاب سياسية التي في الغالب غير متجانسة في برامجها وطموحاتها ،مما يتمخض على حكومة متكونة من يمين ويسار وليبرالي وإسلامي يستحيل معها التوافق على تحقيق تطلعات الشعب المغربي ،هل يستمر الوضع على ماكان عليه أم ستظهر أقطاب سياسية جديدة تحقق طموحات الشعب المغربي وانتظارات وتطلعات مغاربة العالم في المساهمة في التنمية والإصلاح السياسي.