.. "وخاطب رئيس الحكومة أعضاء حزبه بالقول: "ارفعوا رؤوسكم لأنكم أنقذتهم دولتكم من حبل المشنقة الذي كان يلتف على عنقها شيئا فشيئا وكاد يخنقها"؛ فيما أوضح أن الحكومة أخذت على عاتقها هذه الإصلاحات من أجل إنقاذ البلاد، كما كشف أن هذا الإصلاح لم يطلبه أي أحد منه..."
هذا شيء مما قاله رئيس الحكومة في بداية حملته الانتخابية بالرباط، وقال مناصروه "الشعب يريد ولاية ثانية"..
كشف رئيس الحكومة لمناصريه أنهم أنقذوا الدولة من حبل المشنقة ؟.. وكشف أن الإصلاح لم يطلبه أي أحد منه؟
عفوا سيدي بنكيران، وشكرا على الاعترافات والتصريحات التي تؤكد أن في الخطاب شيء من التجاوز و المناورة. بل أكثر، هناك المزايدة على كل المكونات المشتغلة في الحقل السياسي بالمغرب.
نعرف جيدا السياق الذي أتى فيه الحزب للحكومة بعد انتخابات 2011، وبعد رجة الشارع العربي. كما نلمس جيدا ونعاني من نتائج حكومتنا المحترمة، والأمور تقاس بخواتمها.
المهم في الخطاب الجديد للسيد بنكيران هو الاعتراف بأنه وحزبه وحدهم أنقدوا الدولة من حبل المشنقة، ونفذوا الإصلاح لوحدهم، جميل جدا هذا التصريح الذي كان يقول قبله أن في الدولة دولتان أو حكومتان، لا يعرف إحداها. الآن يقر و يصر عن كونه المنقذ الوحيد. لا مناص إذا من ولاية ثانية كما نادى بذلك مناصروا العدالة والتنمية لتتمة الإنقاذ من المشنقة وإتمام الإصلاح…
أما عن أمر الإصلاح، فمن أي زاوية نطل عليه، جملة و تفصيلا، أو تقييما وتقويما؟ والواقع شاهد والتاريخ:
من نتائج ووضع المدرسة العمومية التي لف عنقها حبل المشنقة بالفعل؟
من مديونة المغرب و توازناته المالية واقتصاده التي لف عنقه حبل مشنقة المؤسسات الدائنة؟
من القدرة الشرائية للمواطن الذي لفت عنقه أحبال مشنقة الأسعار و المضاربات؟
من وضعية التقاعد وصناديقه المفلة، والتي أرغم الموظف والشغيل على إصلاحها على حساب عمره وراتبه؟
من تحرير وحش ليبرالية السوق، وإسقاط صناديق المقاصة؟
من الريع الذي أكدت الحكومة سلطته؟
من الفساد الذي لم تستطع محاربته، وهي التي تبنت شعارا طوباويا في أمره قبل ولايتها؟
من القمع الذي احتضنت به العديد من الحريات؟
من الفضائح الأخلاقية التي واكبت مسار أطر الحزب؟
من سوء تدبير ملفات الخارجية؟
من الحكامة الغير جيدة التي تسير بها العديد من القطاعات الحكومية؟
من أين نطل على حصيلة الحكومة التي تطمع و تطمح في ولاية جديدة؟ ومن أين نطل على الوطن؟
فليكن إذن، وسننتظر يوم 7 أكتوبر، وبعده ... لكن ولاية جديدة لحكومة كالحالية، وبنفس المنهجية والمقاربة، ستكون بالأكيد حبل المشنقة الفعلي الذي لن ينقذنا منه بنكيران وأتباعه.