مظاهرة الدارالبيضاء حملت ألقابا وأبعادا كثيرة ،الدراويش الذين جمعهم الشماكرية والشيوخ والمقدمين سموها مسيرة، وشباب السليسيون التائهين منحوها ألقابا متعددة ،جمعوهم ، ووزعوا عليهم الأدوار وأجازوا في فبركة اللقطات. من المستفيد من مسيرة الأحد.سؤال ؟ ولماذا لم تتحرك أجهزة الدولة للبحث عن المنظمين الذين يتحملون مسؤولية هذه الكارثة بكل المقاييس ونحن على أبواب انتخابات برلمانية ستوضح الصورة أكثر للعالم حول المسلسل الديمقراطي في المغرب ،هل نحن بالفعل نشكل استثناءا في العالم العربي، أم ماحصل وماسيحصل هو صورة واقعية بأن المغرب في خطر لاسيما إذا أضفنا إليه الإكراهات الإقتصادية التي تعرفها البلاد ، انخفاض نسبة النمو ،ارتفاع نسبة البطالة ، سياسة التحكم التي أصبحت شماعة لدى كل الأحزاب السياسية، الإنحطاط الذي أصبح يطبع الخطاب السياسي اليوم ،عدم احترام قانون الإنتخابات لدى العديد من الأحزاب ،غياب الإرادة السياسية لدى الدولة لمحاسبة المفسدين والضرب بيد من حديد ،الفساد الإنتخابي الحاضر بقوة في هذه الإنتخابات بقبول ترشيحات بارونات الفساد في مجالات عدة ،التهرب من تحمل المسؤولية في مواجهة الفساد وقد بدى جليا فيما حصل يوم الأحد والتربريرات التي أدلى بها وزير الداخلية ،في الدول الديمقراطية الوزراء الذين يفشلون في إعطاء توضيحات حول كوارث تقع يقدمون استقالتهم ويرحلون، ماحصل يوم الأحد وفي غياب تبريرات لذلك مبرر كاف ليقدم وزير الداخلية استقالته ويرحل، وليس فقط وزير الداخلية وزير العدل المسؤول الثاني في هذه الكارثة والذي خرج بتدوينات فايسبوكية عليه أن يرحل سكوته وخرجاته على مستوى المواقع الإجتماعية هي تواطئ ومؤامرة على الديمقراطية ومستقبل المغرب ،آن الأوان لكي يعرف الشارع المسؤولين على هذه المهزلة التي أساءت للمغرب وكفى من التباكي أمام الكاميرات ضد سياسة التحكم والذي أصبح الشماعة التي تعلقون عليها فشلكم. كلكم تتحملون المسؤولية فيما وقع حكومة وأحزاب سياسية في الحكومة وفي المعارضة، صححوا صورة المغرب قبل هذه الإنتخابات وحافظوا على الإستثناء الذي تميز به المغرب لدى الرأي العام العالمي أنها الرسالة التي يجب أن يلتقطها الجميع.