أن يتبرر أصحاب هذه الدعوة بضرورة مواجهة تحكم المخزن، فكمن يهرب من الرمضاء إلى النار، ويتغافلون عن حقيقة أن ليس هناك من خطر أكبر في هذهاللحظة ، غير أن يزداد تغول الاسلاميين على المجتمع.. وهذا هو نفس الموقف الذي سبق وأن سقط فيه يساريون آخرون، حين توهمواامكانية الاستقواء بالعدل والاحسان في 20 فبراير، لمواجهة تحكم المخزن،فكانت النتيجة أن أفرغت هذه الأخيرة الحركة الشبابية من كل مصداقيتها أمام أعين العديد من الفئات المجتمعية، قبل أن تنسحب منها ، وتغادرها في ظروف مشبوهة.. أو يذكر بالدعوة القديمة التي كان قد أطلقها الجابري في بداية التسعينات:تكوين كتلة تاريخية مع الاسلاميين ، والتي فضحنا تهافتها في وقته آنذاك... لقد سبق وأن طرحنا من سنوات، أن معركة البناء الديمقراطي، لا بد وأن تشتغل على جبهتين ، دمقرطة الدولة من جهة ودمقرطة المجتمع من جهة أخرى،وارتأينا أن تكون الأسبقية في هذه المرحلة التي أعقبت انحسار 20 فبراير،للاشتغال على الجبهة الثانية، أي تهييئ الأرضية المجتمعية، قبل العودة من جديد في حركة شبابية قادمة للمطالبة بتغيير الدستور أو دمقرطة الدولة...،غير أنه أمام هذه الدعوة الأخيرة للتصويت على حزب بنكيران، وكأن أصحابها،يفتقدون لأي حس استراتيجي، وتحركهم فقط رغبة ظرفية لتصفية الحساب مع أطراف معينة في الدولة المتهمة بالتحكم..... ونحن نسائلهم، كيف ستسطيعون مواجهة هذا التحكم، إن لم تكونوا محاطين بقوىمجتمعية متشبعة حقيقة بالقيم الديمقراطية..؟؟ نعم لنكون جميعا كيساريين في وجه التغول المخزني علينا، ولكن أن نبقى أيضا في مواجهة التغول الأصولي على المجتمع. وفي هذا ، أن لا خيار لنا غير الاصرار على شق طريق ثالث لا هو اسلامي ولا مخزني، كما تسميه نبيلة منيب.. طريق يساري بالدرجة الأولى...